للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حقوق الآدمي١، ولا يستعان فيه بالمشركين إلا لضرورة٢، وتجب على الجيش طاعة أميرهم إلا في معصية الله٣، وعليه مشاورتهم والرفق بهم وكفهم عن الحرام٤، ويشرع للإمام إذا أراد غزوًا أن يكتم حاله أو يوري بغير ما يريده٥، وأن يذكي العيون ويستطلع الأخبار٦، ويرتب الجيوش ويتخذ الرايات والألوية٧، وتجب الدعوة قبل القتال إلى


١ من غير فرق بين دم أو عرض أو مال؛ إذ لا فرق بينهم.
٢ للحديث الذي أخرجه مسلم "٣/ ١٤٤٩ رقم ١٥٠/ ١٨١٧" عن عائشة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنها قالت: خرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل بدر فلما كان بحرة الوبر أدركه رجل، قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رأوه، فلما أدركه قال لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جئت لأتبعك وأصيب معك. قال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تؤمن بالله ورسوله"؟ قال: لا. قال: "فارجع؛ فلن أستعين بمشرك"، قالت: ثم مضى، حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل، فقال له كما قال أول مرة، فقال له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما قال أول مرة. قال: "فارجع فلن أستعين بمشرك". قال: ثم رجع فأدركه بالبيداء. فقال له كما قال أول مرة "تؤمن بالله ورسوله"؟ قال: نعم. فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فانطلق". بحرة الوبر: هو موضع على نحو ما أربعة أميال من المدينة.
٣ للحديث الذي أخرجه البخاري "١٣/ ١١١ رقم ٧١٣٧" ومسلم "٣/ ١٤٦٦ رقم ٣٣/ ١٨٣٥"، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني".
٣ لقوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْر} [آل عمران: ١٥٩] ، وللحديث الذي أخرجه مسلم "٣١/ ١٤٠٣ رقم ٨٣/ ١٧٧٩" عن أنس، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان، قال: فتكلم أبو بكر فأعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه، فقام سعد بن عباد فقال: إيانا تريد يا رسول الله؟، والذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا".
وللحديث الذي أخرجه مسلم "٣/ ١٣٥٨ رقم ١٩/ ١٨٢٨" عن عائشة رضي الله عنه قالت: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم، فأشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به".
٤ للحديث الذي أخرجه البخاري "٨/ ١١٣ رقم ٤٤١٨" ومسلم "٤/ ٢١٢٠ رقم ٥٣/ ٢٧٦٩" من حديث كعب بن مالك وفيه: "ولم يكن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد غزوة إلا ورى بغيرها".
٥ للحديث الذي أخرجه البخاري "٧/ ٤٠٦ رقم ٤١١٣" ومسلم "٤/ ١٨٧٩ رقم ٤٨/ ٢٤١٥" عن جابر بن عبد الله قال: سمعته يقول: ندب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس يوم الخندق، فانتدب الزبير، ثم ندبهم، فانتدب الزبير ثم ندبهم، فانتدب الزبير، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لكل نبي حواريٌّ وحواريِّي الزبير".
٦ للحديث الذي أخرجه البخاري "رقم: ٢٨٧٤- البغا" عن البراء بن عازب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: جعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الرجالة يوم أحد -وكانوا خمسين رجلًا- عبد الله بن جبير، فقال: "إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم".
وللحديث الذي أخرجه أبو داود "٣/ ٧٢ رقم ٢٥٩٢" والترمذي "٤/ ١٩٥ رقم ١٦٧٩" وابن ماجه "٢/ ٩٤١ رقم ٢٨١٧"والنسائي "٥/ ٢٠٠ رقم ٢٨٦٦" وغيرهم عن جابر يرفعه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان لواؤه يوم دخل مكة أبيض، وهو حديث حسن.

<<  <   >  >>