للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصلوات لا تخالفها إلا في مشروعية الخطبتين قبلها١.

ووقتها وقت الظهر٢، وعلى من حضرها ألا يتخطى رقاب الناس٣، وأن ينصبت حال الخطبتين٤. وندب له التبكير٥ والتطيب والتجمل٦، والدنو من


١ وفي هذا الكلام إشارة إلى رد ما قيل أنه يشترط في وجوبها الإمام الأعظم، والمصر الجامع، والعدد المخصوص؛ فإن هذه الشروط لم يدل عليها دليل يفيد استحبابها فضلًا عن وجوبها فضلًا عن كونها شروطًا.
وأما دليل مشروعية الخطبتين: فحديث ابن عمر رضي الله عنه، قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحطب قائمًا، ثم يقعد ثم يقوم، كما تفعلون الآن". أخرجه البخاري "٢/ ٤٠١ رقم ٩٢٠" ومسلم "٢/ ٥٨٩ رقم ٣٣/ ٨٦١" وغيرهما.
وأما دليل كون الخطبة على منبر: فحديث جابر بن عبد الله قال: "كان جذع يقوم إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما وضع له المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوضع يده عليه". أخرجه البخاري "٢/ ٣٩٧ رقم ٩١٨".
وأما دليل احتواء الخطبة على آيات قرآنية: فحديث يعلى بن أمية قال: سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ على المنبر: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} [الزخرف: ٧٧] . أخرجه البخاري "٨/ ٥٦٨ رقم ٤٨١٩" ومسلم "٢/ ٥٩٤ رقم ٤٩/ ٨٧١". ولمعرفة أهمية خطبة الجمعة، والاطلاع على صفات الخطيب الناجح، والخطبة الموفقة، انظر كتابنا: "الفوائد المجتمعة لخطيب الجمعة".
٢ للحديث الذي أخرجه البخاري "رقم ٣٩٣٥- البغا" ومسلم "٢/ ٥٨٩ رقم ٣٢/ ٨٦٠" عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: "كنا نصلي مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجمعة ثم ننصرف، وليس للحيطان ظل نستظل فيه".
٣ للحديث الذي أخرجه أبو داود "١/ ٦٦٨ رقم ١١١٨" والنسائي "٣/ ١٠٣ رقم ١٣٩٩": عن عبد الله بن بسر قال: "كنت جالسًا إلى جانبه يوم الجمعة فقال: جاء رجل يتخطى رقاب الناس فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أي اجلس فقد آذيت". وهو حديث صحيح.
٤ للحديث الذي أخرجه البخاري "٢/ ٤١٤ رقم ٣٩٤" ومسلم "٢/ ٥٨٣ رقم ١١/ ٨٥١": عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت -والإمام يخطب- فقد لغوت".
٥ للحديث الذي أخرجه البخاري "٢/ ٣٦٦ رقم ٨٨١" ومسلم "٢/ ٥٨٢ رقم ١٠/ ٨٥٠". عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر".
٦ للحديث الذي أخرجه البخاري "٢/ ٣٧٠ رقم ٨٨٣" عن سلمان الفارسي قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إذا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى".

<<  <   >  >>