للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَبَين مُنَاسبَة وُجُوههم وصحائفهم بسواده وَلِأَن اللَّيْل يدعى كَافِرًا فهداهم وخبأهم فِي فُؤَاده وانبرى لَهُم من المماليك ذَوُو سِهَام كل رمية مِنْهَا طعنة وكل أنة من قوسها تجاوبها للحين أنة فَاسْتَخْرَجُوا ضمائر كنائنهم وقصدوا بهَا ضمائر ضغائنهم فمرت كَأَن التَّوْفِيق يَقُودهَا إِلَى حَيْثُ أمت فأماتت وطارت جَرَادًا ترعى زرع الْحَيَاة فبتت وَمَا أباتت وَلم يرَوا مضاجع ذَوَات حسك كمضاجع حسكها السِّهَام وَلَا لَيْلَة هم ذَات أَحْلَام كليلة حلمها يقظة الْحمام وأصابت خيولهم صوائبها وتعلقت نصالهم بدهمها فكأنهم فِي ظلماتها كواكبها فَلَمَّا انْشَقَّ الصُّبْح غيظا من شقَاق كفرهم شوهدوا نازلين من حصنهمْ الَّذِي كَانُوا إِلَيْهِ آوين وطالبي التباعد عَنهُ إِلَى حصن الطّور الَّذِي كَانُوا إِلَيْهِ ناوين فساقت إِلَيْهِم أطلاب الميسرة صُحْبَة الْمَمْلُوك فرخشاه

وسَاق الْمَمْلُوك عمر من الميمنة طَالبا لحومة الْقِتَال فَرَأَوْا الخطة عَلَيْهِم متضايقة وشهادات الْبلَاء إِلَى فئتهم متناسقة وَأنزل الله النَّصْر من سمائه على مطيعه فِي أرضه ومنح نَافِلَة الموهبة لمن قَامَ فِي الْجِهَاد بفرضه

وتوالت من الفرنج حملات ألجأهم إِلَيْهَا الِاضْطِرَار لَا الِاخْتِيَار وَثَبت من دنا مِنْهُم من الْمُسلمين من الأطلاب ولقوهم وهم الْأَعْدَاء لِقَاء الأحباب وتعانقت لغير الوداد فَصَارَت أيديها أوشحة وطارت إِلَى أقرانها فَصَارَت أرجل الْخَيل لَهَا أَجْنِحَة وصرعت للفرنج أبطال وخيالة وتمت الحملة الإسلامية على من كَانَ وَرَاءَهُمْ من الرجالة فَأخذ الْقَتْل كثيرا وقليلا ترك وفر روح الْكَافِر من الْجَسَد وَعلمت النَّار أَنه سلك وألجأهم

<<  <  ج: ص:  >  >>