الدّين وَكَانَ صَاحب حران وَكَانَ قد استوحش من جَانب الْموصل وَخَافَ من مُجَاهِد الدّين فالتجأ إِلَى السُّلْطَان وَعبر إِلَيْهِ إِلَى قَاطع الْفُرَات وقوى عزمه على الْبِلَاد وَسَهل أمرهَا عِنْده فَعبر الْفُرَات وَأخذ الرها والرقة ونصيبين وسروج ثمَّ شحن على الخابور وأقطعه
وَقَالَ ابْن أبي طي فِي أول السّنة أَرَادَ مظفر الدّين بن زين الدّين وَكَانَ إِلَيْهِ شحنكية حلب الِاسْتِيلَاء على قلعة حلب بِأَن يهجمها فَلم يتَمَكَّن وَظهر أمره وَبعد هَذِه الْوَقْعَة اجْتمع الأخوان عز الدّين وعماد الدّين على الرقة وتحالفا على بِسَاط وَاحِد وَسلم عماد الدّين مَا كَانَ بِيَدِهِ من سنجار وَغَيرهَا إِلَى عز الدّين وَسلم عز الدّين إِلَيْهِ حلب فَسَار إِلَيْهَا ودخلها فَخرج مظفر الدّين عَنْهَا وَصَارَ إِلَى الْفُرَات فَلَمَّا اتَّصل بِهِ قصد السُّلْطَان حلب سَار إِلَى خدمته وَاجْتمعَ بِهِ على جباب التركمان وَأَشَارَ على السُّلْطَان بعبور الْفُرَات والاستيلاء على بِلَاد الشرق وَتَأْخِير أَمر حلب فَفعل
ورحل عَن حلب بعد أَن أَقَامَ عَلَيْهَا سِتَّة أَيَّام وَأقَام على تل خَالِد ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ رَحل إِلَى البيرة وفيهَا شهَاب الدّين مُحَمَّد بن الياس الأرتقي فَنزل إِلَيْهِ وَقبل الأَرْض بَين يَدَيْهِ وَسَأَلَهُ الصعُود إِلَى قلعة البيرة فَأَجَابَهُ وَقدم لَهُ مَفَاتِيح القلعة فَردهَا إِلَيْهِ ووعده باستخلاص مَا كَانَ صَاحب ماردين غَلبه عَلَيْهِ