مصر والفرات ودجلة ثمَّ صممنا على قصد الْموصل فَلَمَّا قربنا من الْوُصُول كبرنا تَكْبِير من ظفر بالسول وَتقدم السُّلْطَان فِي الْأُمَرَاء ذَوي الآراء وَدَار حول السُّور وَعين لكل مقدم مقَاما فَنزل هُوَ وَرَاء الْبَلَد وتقي الدّين من شرقيه وَأَخُوهُ تَاج الْمُلُوك بوري عِنْد بَاب الْعمادِيَّة فحصلت المحاصرة والمضايقة وَتَوَلَّى مُجَاهِد الدّين قايماز حفظ الْبَلَد بِأَحْسَن تَدْبِير وَكَاتب الدِّيوَان الْعَزِيز فِي أَن يشفع لَهُم إِلَى السُّلْطَان فَقدم فِي ذَلِك صدر الدّين شيخ الشُّيُوخ وشهاب الدّين بشير فِي الشَّفَاعَة فَرَحل السُّلْطَان عَنْهَا فِي شعْبَان وَقصد سنجار وَقدم أَمَامه تَقِيّ الدّين
وَقَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد كَانَ نزُول السُّلْطَان على الْموصل فِي هَذِه الدفعة يَوْم الْخَمِيس حادي عشر رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين وَكنت إِذْ ذَاك بالموصل فسيرت رَسُولا إِلَى بَغْدَاد قبيل نُزُوله بأيام قَلَائِل فسرت مسرعا فِي دجلة وأتيت بَغْدَاد فِي يَوْمَيْنِ وساعتين من الْيَوْم الثَّالِث مستنجدا بهم فَلم يحصل مِنْهُم سوى الإنفاذ إِلَى شيخ الشُّيُوخ وَكَانَ فِي صحبته رَسُولا من جانبهم يأمرونه بِالْحَدِيثِ مَعَه وتلطف الْحَال مَعَه وسير إِلَى بهلوان رَسُول من الْموصل يستنجده فَلم يحصل من جَانِبه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute