للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سوى تشرط كَانَ الدُّخُول تَحْتَهُ أخطر من حَرْب السُّلْطَان

ثمَّ أَقَامَ السُّلْطَان على الْموصل أَيَّامًا وَعلم أَنه بلد عَظِيم لَا يتَحَصَّل مِنْهُ شَيْء بالمحاصرة على هَذَا الْوَجْه وَرَأى أَن طَرِيق أَخذه أَخذ قلاعه وَمَا حوله من الْبِلَاد وإضعافه بطول الزَّمَان فَرَحل عَنهُ وَنزل على سنجار فِي سادس عشر شعْبَان فَأَقَامَ يحاصرها وفيهَا شرف الدّين بن قطب الدّين وَجَمَاعَة وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْأَمر حَتَّى كَانَ ثَانِي شهر رَمَضَان فَأَخذهَا عنْوَة وَخرج شرف الدّين وجماعته محترمين محفوظين إِلَى الْموصل وَأَعْطَاهَا السُّلْطَان ابْن أَخِيه تَقِيّ الدّين ورحل عَنْهَا إِلَى نَصِيبين

وَقَالَ الْعِمَاد لما قصد السُّلْطَان سنجار نزل بارنجان فَوجدَ بهَا عسكرا من الْموصل سائرا إِلَيْهَا فأحاط بِهِ وَأخذ خيلهم وعددهم وردهم إِلَى الْموصل رجالة وَوصل إِلَى سنجار وَمَعَهُ رسل دَار الْخلَافَة وَنور الدّين صَاحب حصن كيفا وَكَانَ فِي سنجار شرف الدّين أَخُو صَاحب الْموصل فَامْتنعَ من تَسْلِيمهَا فحوصر ورميت القلعة بالمنجنيق فانهدم مِنْهَا ثلمة من السُّور فَوكل بهَا من يحفظها وَدخل شهر رَمَضَان فَكف السُّلْطَان عَن الْقِتَال ثمَّ جَاءَهُ الْخَبَر لَيْلَة أَن الموكلين بِحِفْظ تِلْكَ الثلمة نيام فَأرْسل إِلَيْهِم من أوثقهم وَحَملهمْ إِلَيْهِ وَكَانَ فيهم جمَاعَة من المقدمين والأعيان فَلَمَّا أصبح صَاحب سنجار أذعن وَسلم ورحل بأَهْله وَمَاله وَدخل السُّلْطَان

<<  <  ج: ص:  >  >>