وبحرا وامتطى السَّابِقين مركبا وظهرا وخطا فأوسع الخطو وغزا فأنجح الْغَزْو وحبذا الْعَنَان الَّذِي فِي هَذِه الْغَزْوَة أطلق وَالْمَال الَّذِي فِي هَذِه الكرة أنْفق وَهَؤُلَاء الْأُسَارَى فقد ظَهَرُوا على عَورَة الْإِسْلَام وكشفوها وتطرقوا بِلَاد الْقبْلَة وتطوفوها وَلَو جرى فِي ذَلِك سَبَب وَالْعِيَاذ بِاللَّه لضاقت الْأَعْذَار إِلَى الله والخلق وَانْطَلَقت الألسن بالمذمة فِي الغرب والشرق وَلَا بُد من تَطْهِير الأَرْض من أرجاسهم والهواء من أنفاسهم بِحَيْثُ لَا يعود مِنْهُم مخبر يدل الْكفَّار على عورات الْمُسلمين وَإِن هَذَا الْعدَد الْقَلِيل قد نَالَ ذَلِك المنال الْجَلِيل وَهَذَا مقَام إِن روعي فِيهِ حراسة الظَّاهِر وَالْوَفَاء للْكَافِرِ حدث الفتق الَّذِي لَا يُمكن فِي كل الْأَوْقَات سَده ورتقه ولدغ الْمُؤمن مرَّتَيْنِ وَالْأولَى تَكْفِي لمن لَهُ فِي النّظر تفقه
وَفِي كتاب آخر إِلَى الْعَادِل أَيْضا وَنحن نهنئ الْمجْلس السَّامِي بظفره وَلم لَا نكمله وبنصره وَلم لَا نشكره شكرا نعجله وَلَيْسَ فِي قتل هَؤُلَاءِ الْكفَّار مُرَاجعَة وللشرع فِي إبقائهم فسحة وَلَا فِي اسْتِبْقَاء وَاحِد مِنْهُم مصلحَة وَلَا فِي التغاضي عَنْهُم عِنْد الله عذر مَقْبُول وَلَا حكم الله فِي أمثالهم عِنْد أهل الْعلم بمشكل وَلَا مَجْهُول فليمض الْعَزْم فِي قَتلهمْ ليتناهى أمثالهم عَن فعلهم وَقد كَانَت عَظِيمَة مَا طرق الْإِسْلَام بِمِثْلِهَا وَقد أَتَى الله بعْدهَا بلطيفة أجراها على يَد من رَآهُ من أَهلهَا
وَفِي كتاب آخر إِلَى الْعَادِل وَقد تكَرر القَوْل فِي معنى أُسَارَى بَحر الْحجاز فَلَا تذر على الأَرْض من الْكَافرين ديارًا وَلَا توردهم بعد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute