للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فَلَمَّا خلا لَهُم اللَّيْل أخذُوا المخاد وتصافعوا بهَا حَتَّى قطعوها وَقَامَ بَعضهم إِلَى صهريج مَمْلُوء مَاء للشُّرْب فأحدث فِيهِ فَأخْبرت الرقباء عبد الْمجِيد بِمَا كَانَ مِنْهُم فأحضر وُجُوه الْبَلَد وقص عَلَيْهِم مَا كَانَ مِنْهُم وَقَالَ إِذا كَانَ هَؤُلَاءِ خيارهم فَمَا ظنكم بشرارهم وَكَانَ أهل الْبَلَد قد أشاروا على عبد الْمجِيد بِتَسْلِيم الْبَلَد فامتنعوا حِينَئِذٍ

وَحضر ابْن مطروح من الْغَد إِلَيْهِم إِلَى الدَّار وَمَعَهُ وُجُوه الْبَلَد فَقَالَ لصَاحب ضيافته لم أحضرت لهَؤُلَاء السَّادة مخاد مقطعَة فَقَالَ مَا أحضرت لَهُم إِلَّا مخاد جددا وَلَكِن الْقَوْم أكلُوا طَعَام الصُّوفِيَّة الَّذِي لَا نعرفه فِي بِلَادنَا

فاستحيا الْقَوْم وَعَلمُوا أَنهم قد فطنوا بحالهم وَنزل رجل إِلَى الصهريج فَرَأى الْعذرَة على وَجه المَاء فَقَالَ من فعل هَذَا فَلم يرد وَاحِد مِنْهُم جَوَابا فَقَالَ ابْن مطروح يَا قوم مَا أدخلناكم إِلَيْنَا إِلَّا عازمين على تَسْلِيم الْبَلَد إِلَيْكُم وَأَن نَكُون لكم رعايا وَقد شاهدنا مِنْكُم أفعالا مَا نرضاها فَإِن قُلْتُمْ إِن هَذِه الفعلة من غلماننا وعبيدنا فَمَا أقبح هَذِه الأحدوثة عَن خِيَار أَصْحَاب هَذَا الرجل وَإِن كَانَ عِنْده من هُوَ خير مِنْكُم فَلم بعثكم إِلَيْنَا هَذَا طعن فِي عقله

ثمَّ أَمر بإخراجهم فأخرجوا من الْمَدِينَة فَلَمَّا صَارُوا إِلَى قراقوش وَعلم الْقِصَّة عظم عَلَيْهِ الْأَمر وَأَرَادَ الفتك بهم وَعلم أَنهم قد فتقوا عَلَيْهِ فتقا لَا يُمكنهُ رتقه أبدا وتيقن أَنه لَا يملك الْبَلَد أبدا

وأنفذ عبد الْمجِيد إِلَى قراقوش إِنَّك لست بِقَادِر على أَخذ هَذَا الْبَلَد لأجل مَا نفر بِهِ أَصْحَابك قُلُوب أَهله فَإِن رَأَيْت أَن نجْعَل

<<  <  ج: ص:  >  >>