للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باختلاطه وَرجع الْموصِلِي إِلَى موصله لمواصلة احتياطه واعتصم الماردي بحصنه المارد وهتكوا حرز حرزم للصادر والوارد وهاب عَسْكَر حلب الْعود إِلَيْهَا وَنحن على طَرِيقه فآذن جمعه بتفريقه وَمضى معظمهم إِلَى الْموصل فَعبر الْفُرَات عِنْد عانة وَلم يَجدوا إِعَانَة ونسفتهم ريحنا وهم جبال وذهبوا بقلوب النِّسَاء وَقد جاؤوا وهم رجال ثمَّ نزل السُّلْطَان منزلَة الْقَوْم بحرزم وفيهَا قصر لصَاحب ماردين كَانَ يتنزه فِيهِ فَأَقَامَ فِيهِ تَاج الْمُلُوك أَخُو السُّلْطَان

قَالَ ابْن أَبى طي وَفِي هَذِه السّنة نزل قراقوش على بلد زالوت وقاتله إِلَى أَن ملكه وَانْهَزَمَ مِنْهُ أَهله وَدخل الْمَدِينَة ليقضي بهَا أَيَّام الشتَاء فَأصْبح يَوْمًا فَإِذا حول الْمَدِينَة عَسْكَر مِقْدَاره خَمْسَة آلَاف رجل فَقَامَ وافتقد أَصْحَابه فَلم يجد إِلَّا جمَاعَة من البوابين والركابدارية وَبَاقِي النَّاس سكارى وَرَأى أحد البوقيه فَأمره أَن يضْرب بالبوق وَفتح الْبَاب وَخرج فَظن الْعَسْكَر أَن قراقوش وَعَسْكَره قد شعروا بهم فَانْهَزَمُوا

قَالَ ثمَّ إِنَّه قصد طرابلس فحاصرها وضيق عَلَيْهَا وَكَانَ شيخها عبد الْمجِيد بن مطروح قد راسل قراقوش وَطلب مِنْهُ الْأمان وَسَأَلَهُ أَن ينفذ إِلَيْهِ قوما يُقرر مَعَهم أَمر التَّسْلِيم

فأنفذ إِلَيْهِ وزيره وَثَلَاثَة من وُجُوه أَصْحَابه فَأَخذهُم عبد الْمجِيد وأنزلهم فِي دَار أخلاها لَهُم وَأمر لَهُم بِجَمِيعِ مَا

<<  <  ج: ص:  >  >>