شرطنا على عماد الدّين النجدة فِي أَوْقَاتهَا والمظاهرة على العداة عِنْد ملاقاتها فَلم يخرج منا بلد إِلَّا إِلَيْنَا عَاد عسكره وَإِنَّمَا استنبنا فِيهِ من يحمل عَنَّا مُؤْنَته ويدبره وَيكون عساكره إِلَى عساكرنا مُضَافَة ونتمثل قَوْله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {وقاتلوا الْمُشْركين كَافَّة كَمَا يقاتلونكم كَافَّة}
ونشعر الْأَمِير بِمَا من الله بِهِ من فتح مَدِينَة حلب الَّتِي هِيَ مِفْتَاح الْبِلَاد وتسلم قلعتها الَّتِي هِيَ أحد مَا رست بِهِ الأَرْض من الْأَوْتَاد فَللَّه الْحَمد وَأَيْنَ يَقع الْحَمد من هَذِه الْمِنَّة ونسأل الله الْغَايَة الْمَطْلُوبَة بعد هَذِه الْغَايَة وَهِي الْجنَّة
وصدرت هَذِه الْبُشْرَى والموارد قد أفضت إِلَى مصادرها وَالْأَحْكَام فِي مَدِينَة حلب نَافِذَة فِي باديها وحاضرها وقلعتها قد أناف لواؤنا على أنفها وقبضت على عقبه بكفها واعتذرت من لِقَائِه أمس برشفها ورأينا أَن نتشاغل بِمَا بورك لنا فِيهِ من الْجِهَاد وَأَن نوسع المجال فِيمَا يضيق بِهِ تقلب الَّذين كفرُوا فِي الْبِلَاد
قلت وَلأبي الْحسن بن الساعاتي فِي مدح السُّلْطَان عِنْد إِرَادَة فتح حلب قصيدة مِنْهَا