للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَبُو بكر بِمصْر وَكَانَت مُدَّة غيبته من حِين خُرُوجه إِلَى وَقت عوده إِلَى دمياط تِسْعَة أَيَّام فظفر ببطسة مقلعة من الشَّام فِيهَا ثَلَاث مئة وَخَمْسَة وَسَبْعُونَ علجا مِنْهُم خيالة ذَوُو شكة وازعة وتجار ذَوُو ثروة وَاسِعَة

وَالثَّانِي وَهُوَ الْبري نهوض فرنج الداروم إِلَى أَطْرَاف بعيدَة فَنَذر بهم وَالِي الشرقية فَركب إِلَيْهِم اللَّيْل فرسا كَمَا ركبوه جملا وسروا ثقيلا وسرى رملا فتوافى الْفَرِيقَانِ إِلَى مَاء يعرف بالعسيلة سبق الفرنج إِلَى موردته وَالسَّابِق إِلَى المَاء محاصر للمسبوق ووردوا أزرقه فتغضب لأزرقهم فَظن الْمُؤمن أَن الْكَافِر مَرْزُوق

وَاشْتَدَّ بِالْمُسْلِمين الْعَطش ثمَّ ثابوا إِلَى الفرنج بِقُوَّة إنجاد السَّمَاء بِالْمَاءِ فَلم ينج من الفرنج إِلَّا رجلَانِ أَحدهمَا الدَّلِيل وَالثَّانِي الذَّلِيل وَعَاد الْمُسلمُونَ برؤوس عدوهم فِي رُؤُوس القنا وَقد اجتنوا ثمراتها وبأرواحهم فِي رُؤُوس الظبى وَقد أطفؤوا بِمَائِهَا جمراتها

ثمَّ قَالَ ويثني الْخَادِم بِذكر مَا امتثله من الْأَوَامِر الْعلية فِي إغماد سيف مجرده من استدعى تجريده ومورده من عرض لَهُ وريده ثمَّ ذكر تسلمه حلب وَأَنه لَا يُؤثر إِلَّا أَن تكون كلمة الله هِيَ الْعليا لَا غير وثغور الْمُسلمين لَهَا الرعايا وَلَا ضير وَلَا يخْتَار إِلَّا أَن تغدوا جيوش الْمُسلمين متحاشدة على عدوها لَا متحاسدة بعتوها

وَلَو أَن أُمُور الْحَرْب تصلحها الشّركَة لما عز عَلَيْهِ أَن يكون كثير المشاركين وَلَا سَاءَهُ أَن تكون الدُّنْيَا كَثِيرَة

<<  <  ج: ص:  >  >>