للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدَّوَام تَامَّة الْبَلَاغ بَالِغَة التَّمام مَوْصُولَة على الأحقاب مسنونة فِي الأعقاب ملعونا من يطمح إِلَيْهَا ناظره وتتناولها يَده أَو يمسك عَنْهَا الْيَوْم على طمع لَا يوصله إِلَيْهِ غده

قَالَ الْعِمَاد وَورد على السُّلْطَان وَهُوَ نَازل على حلب بشارتان إحدهما أَن الأسطول الْمصْرِيّ غزا فِي خَامِس عشر محرم وَرجع بعد تِسْعَة أَيَّام وَقد ظفر ببطسة مقلعة من الشَّام فِيهَا ثَلَاث مئة وَخَمْسَة وَسَبْعُونَ علجا من خيالة وتجار وَالثَّانيَِة أَن فرنج الداروم نهضوا فَنَذر بهم وَالِي الشرقية فَخرج إِلَيْهِم فَالْتَقوا على مَاء يعرف بالعسيلة فاستولى عَلَيْهِم الْمُسلمُونَ بعد أَن كَادُوا يهْلكُونَ عطشا لِأَن الفرنج كَانُوا قد ملكوا المَاء فأرواهم الله بِمَاء السَّمَاء

قلت وَكتب الْفَاضِل عَن السُّلْطَان إِلَى بَغْدَاد بِهَاتَيْنِ البشارتين بِفَتْح حلب وحارم كتابا شافيا أَوله أدام الله أَيَّام الدِّيوَان الْعَزِيز وَلَا زَالَت منَازِل مَمْلَكَته منَازِل التَّقْدِيس والتطهير وَالْوُقُوف بأقصى المطارح من أبوابه مُوجبا للتقديم وَالتَّقْدِير وَالْأمة مَجْمُوعَة الشمل بإمامته جمع السَّلامَة لَا جمع التكسير

الْخَادِم يُنْهِي أَن الَّذِي يفتتحه من الْبِلَاد ويتسلمه إِمَّا بِسُكُون التغمد أَو بحركة مَا فِي الأغماد إِنَّمَا يعده طَرِيقا إِلَى الاستنفار إِلَى بِلَاد الْكفَّار ويحسبه جنَاحا يُمكنهُ بِهِ المطار إِلَى مَا يلابسه الْكفَّار من الأقطار

وعَلى هَذِه الْمُقدمَة فَهُوَ يستفتح بِذكر ظفرين لِلْإِسْلَامِ بري وبحري

شَامي ومصري أَحدهمَا وَهُوَ البحري عود أحد الأسطولين اللَّذين أغزاهما أَخُو الْخَادِم

<<  <  ج: ص:  >  >>