قَالَ الْعِمَاد ووصلت رسل صَاحب الجزيرة معز الدّين سنجر شاه بن سيف الدّين غَازِي بن مودود بن زنكي ورسل صَاحب إربل زين الدّين يُوسُف بن عَليّ كوجك بن بكتكين ورسل صَاحِبي الحديثة وتكريت يَشكونَ من صَاحب الْموصل وَيطْلبُونَ أَن يَكُونُوا من أَوْلِيَاء السُّلْطَان المنتمين إِلَيْهِ فَفعل السُّلْطَان ذَلِك
وَكَانَ أَبُو سنجر شاه سيف الدّين غَازِي هُوَ صَاحب الْموصل بعد وَالِده مودود كَمَا تقدم ذكره فعهد إِلَى ابْنه سنجرشاه بهَا فغلبه عَلَيْهَا عَمه عز الدّين مَسْعُود بن مودود فَبَقيت الجزيرة بيد سنجرشاه وَهُوَ تَحت يَد عَمه وَفِي قلبه مِنْهُ مَا فِيهِ وَكَانَت إربل وأعمالها وَمَا يَليهَا كلهَا مُضَافَة إِلَى الْموصل وَصَاحب الْموصل هُوَ الْحَاكِم على جَمِيعهَا فَمن ثمَّ طلب هَؤُلَاءِ الانحياز إِلَى خدمَة السُّلْطَان فأجابهم وَسمع بذلك صَاحب الْموصل فاستشفع بدار الْخلَافَة إِلَى أَن أرسل مِنْهَا شيخ الشُّيُوخ وشهاب الدّين بشير إِلَى السُّلْطَان أَن يجدد لصَاحب الْموصل الْأَيْمَان وَيكون لَهُ من جملَة الأعوان حَربًا لمن حاربه سلما لمن سالمه