للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَهُم أَيْضا قلعة الْعقر فحين قبض امْتنع زين الدّين يُوسُف بن زين الدّين عَليّ بإربل وَكَانَ فِيهَا لَا حكم لَهُ مَعَ مُجَاهِد الدّين وَامْتنع معز الدّين بالجزيرة وَأرْسل الْخَلِيفَة النَّاصِر لدين الله عسكرا حصر دقوقا فملكها وَلم يحصل لعز الدّين من جَمِيع مَا كَانَ لمجاهد الدّين إِلَّا شهرزور وَصَارَت هَذِه الْبِلَاد الَّتِي كَانَت بِيَدِهِ أضرّ شَيْء على الْموصل وَبَقِي مَقْبُوضا نَحْو عشرَة أشهر وَنَدم أتابك على قَبضه فَأخْرجهُ وَأَعَادَهُ إِلَى ولَايَة قلعة الْموصل إِلَّا أَن الَّذِي أَخذ من الْبِلَاد لم يعد إِلَى طَاعَته وَقبض عز الدّين على من كَانَ أَشَارَ عَلَيْهِ بِقَبض مُجَاهِد الدّين

قَالَ ابْن الْأَثِير وعَلى الْحَقِيقَة فَلَيْسَ على الدول شَيْء أضرّ من إِزَالَة مُدبر لَهَا وَإِقَامَة غَيره فَإِن الأول يكون كالطبيب الحاذق الْعَارِف بمزاج الْإِنْسَان ومرضه وعلاجه وَمَا يُوَافقهُ ويؤذيه وَيكون الثَّانِي وَإِن كَانَ كَافِيا بِمَنْزِلَة الطَّبِيب الَّذِي لَا يعرف مزاج الْإِنْسَان وَمَا يُوَافقهُ ويؤذيه فَإلَى أَن يعرف حَاله ينفسد أَكثر مِمَّا ينصلح

قَالَ ابْن القادسي وَفِي هَذِه السّنة فِي جُمَادَى الْآخِرَة توفّي الأبله

<<  <  ج: ص:  >  >>