للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَّا وَهُوَ مُسْتَبْشِرٍ بِالْعَمَلِ منتظر لبشرى نجح الأمل وَقد تجاسروا حَتَّى ازدحموا تَحت القلعة نَهَارا كازدحامهم فِي الْمصلى يَوْم الْعِيد وليلا كحضورهم فِي جَامع دمشق لَيْلَة النّصْف السعيد وهم بِحَمْد الله من الْجراح سَالِمُونَ وبنصر الله موقنون عالمون وَإِن أَبْطَأَ الْعَدو عَن النجدة فالنصر سريع والحصن وَمن فِيهِ صريع وَقد خرقت الْحِجَارَة حجابه وَقطعت بهم أَسبَابه وناولته من الْأَجَل كِتَابه وحسرت لثام سوره وحلت نقابه فآناف الأبرجة مجدوعة وثنايا الشرفات مقلوعة ورؤوس الْأَبدَان محزوزة وحروف العوامل مَهْمُوزَة وبطون السقوف مبقورة وأعضاء الأساقف معقورة ووجوه الْجدر مسلوخة وجلود البواشير منشورة

(والنصر أشهر من نَار على علم ... وَالْحَرب أقوم من سَاق على قدم)

قَالَ وأشرف السُّلْطَان على أَخذهَا فوصل الْخَبَر أَن الفرنج قد تجمعُوا وجاؤوا منجدين لأهل الكرك ليزحزحوه عَن حصارها فَثنى السُّلْطَان عنان الْعَزْم إِلَيْهِم وَكَانُوا فِي منزلَة الواله وَتلك الْمَوَاضِع ضيقَة صعبة المسلك فانتظر السُّلْطَان أَن يخرجُوا إِلَى أَرض البلقاء وَتقدم عَنْهُم بأميال فَرَجَعُوا وَتَفَرَّقُوا وَلم يقدموا وعَلى قصد الكرك عزموا وَلما رأى السُّلْطَان أَن الفرصة من الفئتين فَاتَت مر على نابلس فَأَغَارَ وغنم وَفِي طَرِيق عوده نزل على سبسطية وفيهَا مشْهد زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام وَقد اتَّخذهُ الفرنج كَنِيسَة وأودعوها أَمْتعَة نفيسة وَبهَا من الفرنج سكان وأقساء

<<  <  ج: ص:  >  >>