للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَلَكِن كي يراني من أعادي ... فأرهبه بوثبات الشَّبَاب)

قلت ووقفت على كتاب فاضلي إِلَيْهِ جَوَابا عَن كتاب عتب فِيهِ وقف على التَّحِيَّة الطّيبَة والكرامة الصيبة والألفاظ الْعَذَاب إِلَّا أَنَّهَا الغضاب وَالنَّعِيم إِلَّا أَنه الْعَذَاب والمسامحة إِلَّا أَنَّهَا الْحساب والمتشابهات اللواتي تأولها أحسن تَأْوِيلهَا والمحكمات اللواتي هن أُمَّهَات الْكتاب وَيَكْفِي أَنه مزج الصاب بعسله وأرعف قلمه بِمَا لَا يرعفه الشجاع من أنوف أسله

وَهَذَا بَاب قد آن سَده وسبيل قد وَجب صده وَعين دهر أَصَابَت هَذِه الْمَوَدَّة وَقد آن لَهَا أَن تنطرف وتنصرف وبادرة هم قد حَان أَن تنكشف وتنكشف فَلَا نظر بعْدهَا للعين الَّتِي أَصَابَت وَلَا خطرات فِي أَثَرهَا للخطرة الَّتِي رابت وَلَا كَانَ للأيام فِي فضل سيدنَا على عَبده نصيب وَلَا عدا أبدا على شباب الرضى عَنهُ مشيب وَلَا تمكن من حبيب وده إِلَى الْقلب رَقِيب وَلَا ملك رقّه غير تِلْكَ الْيَد الْكَرِيمَة وَلَا سَمِعت حَدِيث الْحَوَادِث تِلْكَ الْمَوَدَّة الْقَدِيمَة

قَالَ الْعِمَاد وَخَرجْنَا من دمشق فِي شعْبَان وخيمنا على سعسع ودعا تَقِيّ الدّين فَأمره أَن يرجع بالعسكر إِلَى مصر فَسَار فِي منتصف الشَّهْر ثمَّ رَجعْنَا من فرض الْجِهَاد إِلَى فرض الصّيام بِدِمَشْق وَرجع كل عَسْكَر إِلَى مركزه

<<  <  ج: ص:  >  >>