للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورحاب شوارعها وحلاب مشارعها وشروق غربيتها وغروب شرقيتها وَطيب طوبتها ومسار مسراها ومجرى فلكها وَمرْسَاهَا وعجائب بناها وغرائب مناها وَبَيَان عيانها بِلِسَان بلسانها وكياسة أخلاقها ونفاسة أعلاقها وشتاؤها فِي الْفَصْل ربيع نضير وغبارها عبير وماؤها كوثري وترابها عنبري

ثمَّ وصف الْعِمَاد غير ذَلِك ثمَّ قَالَ وَذكر زين الدّين الْوَاعِظ فِي كِتَابه مَا دلّ بِهِ على فَضِيلَة تِلْكَ الديار من الْآيَات وَالْأَخْبَار والآداب والْآثَار وَلَو ظَفرت بِهِ لأوردته بِلَفْظِهِ وجلوته بوعظه لكنني فقدته فعرمت مَعَانِيه وأحكمت مبانيه

قَالَ فَكتبت إِلَى زين الدّين الْوَاعِظ فِي جَوَابه عَن السُّلْطَان عرفنَا طيب الديار المصرية ورقة هوائها وَنحن نسلم لَهُ الْمَسْأَلَة فِي طيبها وتوفر نصِيبهَا ورقة نسيمها ورائق نسيبها لَكِن لَا ريب أَن الشَّام أفضل وَأَن أجر ساكنه أجزل وَأَن الْقُلُوب إِلَى قبله أميل وَأَن الزلَال الْبَارِد بِهِ أعل وأنهل وَأَن الْهَوَاء فِي صيفه وشتائه أعدل وان الزهر بِهِ أشب والنبت بِهِ أكهل وَأَن الْجمال فِيهِ أكمل والكمال فِيهِ أجمل وَأَن الْقلب بِهِ أروح وَالروح بِهِ أقبل ودمشق عقيلته الممشوطة وعقلته المنشوطة وحديقته الناضرة وحدقته الناظرة وَهِي عين إنسانه بل إِنْسَان عينه

<<  <  ج: ص:  >  >>