للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصيرفي نقوده فِي عين نضاره ولجينه فمستامها مستهام وَمَا على محبها ملام وَمَا فِي ربوتها رِيبَة وَفِي كل حبوة مِنْهَا جنيبة وَلكُل شائب من نورها شبيبه وعَلى كل ورقة وَرقا وعَلى كل معانقة من قدود البانات عنقًا وشادياتها على الأعواد تطري وتطرب وساجعاتها بالأوراد تعجم وتعرب وَكم فِيهَا من جوَار ساقيات وسواق جاريات وأثمار بِلَا أَثمَان وروح وَرَيْحَان وَفَاكِهَة ورمان وخيرات حسان وَجَمِيع مَا فِي سُورَة الرَّحْمَن وَنحن نتلو عَلَيْهَا آلاءها إِلَى أَن يرجع إِلَيْنَا فنتلو على منكرها {فَبِأَي آلَاء رَبكُمَا تُكَذِّبَانِ} وَقد تمسكنا بِالْآيَةِ وَالسّنة وَالْإِجْمَاع وغنينا بِهَذِهِ الْأَدِلَّة عَن الاختراع والابتداع أما أقسم الله تَعَالَى بِدِمَشْق فِي قَوْله تَعَالَى {والتين وَالزَّيْتُون} وَالْقسم من الله لَهَا أدل دَلِيل على فَضلهَا المصون أما قاول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الشَّام خيرة الله من أرضه يَسُوق الله إِلَيْهَا خيرته من عباده)

وَهَذَا أوضح برهَان قَاطع على انه خير بِلَاده

أما الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم أَجمعُوا على اخْتِيَار السُّكْنَى بِالشَّام أما فتح دمشق بكر الْإِسْلَام وَمَا ننكر أَن الله تَعَالَى ذكر مصر وسماها أَرضًا فَمَا الذّكر وَالتَّسْمِيَة فِي فَضِيلَة الْقسم وَلَا الْإِخْبَار عَنْهَا دَلِيلا على الْكَرم وَإِنَّمَا اكْتسبت الْفَضِيلَة من الشَّام بِنَقْل يُوسُف الصّديق إِلَيْهَا عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام ثمَّ الْمقَام بِالشَّام أقرب للرباط وَأوجب للنشاط وَأجْمع للعساكر

<<  <  ج: ص:  >  >>