للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبلبلا بأشجانه يبوح فوقفت أثني على باريها وأكاد بالدمع أباريها أسفا على أَيَّام خلت بَعْدَمَا حلت مِنْهَا وفيهَا فَعِنْدَ ذَلِك عَايَنت روحي وَزَالَ أنيني ولوحي

(وَكَانَت النَّفس قد مَاتَت بغصتها ... فَعِنْدَ ذَلِك عَادَتْ روحها فِيهَا)

قلت وَوصف أَيْضا دمشق من أهل مصر من يرجع إِلَى قَوْله ويرضى بِحكمِهِ لفضله وفصله وَهُوَ الْوَزير العادلي صفي الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ الْمَعْرُوف بِابْن شكر فِي كتاب البصائر لَهُ فَقَالَ دمشق نزهة الْأَبْصَار وعروس الْأَمْصَار ومجرى الْأَنْهَار ومغرس الْأَشْجَار ومعرس السفار ومعبد الْأَبْرَار المستغفرين بالأسحار ظلها الْمَمْدُود ومقامها الْمَحْمُود وماؤها المسكوب وعيبها المسلوب ومحاسنها الْمَجْمُوعَة وفضائلها المروية المسموعة ودرجتها المرفوعة وفاكهتها الْكَثِيرَة لَا مَقْطُوعَة وَلَا مَمْنُوعَة ونسيمها العليل وهجيرها الْأَصِيل وماؤها السلسبيل

وَقد شرفها الله تَعَالَى بِالذكر فِي كِتَابه وآوى إِلَيْهَا من اخْتَار من أنبيائه وأحبابه فَقَالَ تَعَالَى فِي كِتَابه الْمُبين {وآويناهما إِلَى ربوة ذَات قَرَار ومعين} وَلم تزل مقرّ البركات ومعدن النبوات

ومنزل الرسالات ومسكن أَرْبَاب الكرامات وَورد فِي تَفْضِيل بقعتها من الْأَخْبَار مَا لَا يشك فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>