للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقيل إِن هَذَا الْوَزير أنفذ إِلَى بهلوان وَأمره بالإتيان وَأظْهر لَهُ الْمَوَدَّة وَالْإِحْسَان وَلما تَمَادى الزَّمَان وَقرب مِنْهَا البهلوان راسله بكتمر وَحمل إِلَيْهِ مَعَ ابْنَته زَوْجَة شاه أرمن من الْأَمْوَال الَّتِي أودعت المخزن وَندب السُّلْطَان إِلَيْهَا الْفَقِيه ضِيَاء الدّين عِيسَى فَدَخلَهَا وتخللها وتأملها وَتكلم مَعَ الْوَزير وشاوره فأحال الْحَال على البهلوان وَأَنه جَاءَ ليتملك الْمَكَان وَلَو استعجلتم لسهل الْأَمر مَا صَعب الْآن وَهَان

ثمَّ جرت مراسلة بَين السُّلْطَان والبهلوان وانفصل الْأَمر كَأَنَّهُ مَا كَانَ

وَقَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد وَفِي ربيع الآخر توفّي صَاحب خلاط وَولي بعده غُلَام لَهُ يدعى بكتمر وَهُوَ الَّذِي كَانَ وصل رَسُولا إِلَى خدمَة السُّلْطَان بسنجار فَعدل وَأحسن إِلَى أهل خلاط وَكَانَ متصونا فِي طَرِيقَته فأطاعه النَّاس ومالوا إِلَيْهِ

وَلما ملك خلاط امتدت نَحوه الأطماع فَسَار نَحوه البهلوان بن الدكز فَلَمَّا بلغه ذَلِك سير إِلَى خدمَة السُّلْطَان من يُقرر مَعَه تَسْلِيم خلاط إِلَيْهِ واندراجه فِي جملَته فطمع السُّلْطَان بخلاط وارتحل عَن الْموصل مُتَوَجها نَحْوهَا وسير إِلَيْهِ الْفَقِيه عِيسَى وغرس الدّين قليج لتقرير الْقَاعِدَة وتحريرها فوصلت الرُّسُل وبهلوان وَقد قَارب الْبِلَاد جدا فخوف بهلوان من السُّلْطَان وَأَشْعرهُ أَنه إِن قَصده سلم الْبِلَاد إِلَى السُّلْطَان

فَطلب بهلوان إِصْلَاحه وزوجه ببنت لَهُم وولاه وَأعَاد الْبِلَاد إِلَيْهِ وَاعْتذر إِلَى رسل السُّلْطَان وعادوا من غير زبدة

وَكَانَ السُّلْطَان قد

<<  <  ج: ص:  >  >>