نزل على ميافارقين فحاصرها وقاتلها قتالا عَظِيما وَنصب عَلَيْهَا مجانيق وملكها فِي آخر جُمَادَى الأولى
قَالَ الْعِمَاد واستشعر مُلُوك ديار بكر من حَرَكَة السُّلْطَان وَكَانَ قد مَاتَ صَاحب ماردين كَمَا تقدم وَبقيت الْولَايَة لوَلَده الْكَبِير وَله عشر سِنِين وَكَانَ الْقَائِم بتدبير ملكه نظام الدّين بن البقش
وَمَات أَيْضا صَاحب آمد نور الدّين مُحَمَّد بن قرا أرسلان رَابِع عشر ربيع الأول من هَذِه السّنة وَتَوَلَّى ابْنه قطب الدّين سكمان فاحترزوا من السُّلْطَان وخافوا أَن يسْتَردّ بِلَاد آمد مِنْهُم فنفذ السُّلْطَان إِلَيْهِم شمس الدّين بن الْفراش ليختبر حَالهم فِي الْمُحَاربَة والمسالمة فَوَجَدَهُمْ على الطَّاعَة مقيمين وَإِلَيْهِ راغبين وَمِنْه راهبين
وَوصل السُّلْطَان فِي جُمَادَى الأولى إِلَى ميافارقين وَكَانَ قد دَخلهَا من أُمَرَاء صَاحب ماردين أَسد الدّين يرنقش واستعصى فِيهَا على السُّلْطَان فحاصره وقاتله ثمَّ رأى أَن الْقِتَال يطول فراسل أميرها الْأسد ورغبه فِي الْمُوَادَعَة وَنَهَاهُ عَن المقاطعة وَكَانَ فِي الْمَدِينَة خاتون ابْنة قرا أرسلان وَهِي زَوْجَة قطب الدّين صَاحب ماردين الَّذِي توفّي فأحال الْأسد الْأَمر على الخاتون فراسلها السُّلْطَان ورغبها وَضمن لَهَا كل مَا تطلبه مِنْهُ ووعدها أَن يصاهر إِلَيْهَا فَمَا زَالَ بهَا وبالأسد حَتَّى لانا فقرر السُّلْطَان لَهَا كل مَا كَانَ باسمها وَاسم خدامها وَطلبت حصن الهتاخ