للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْهِم من أعلاقهم ودوابهم يستظهرون فَزَالَ بِحُضُور الْعَادِل كل مَخَافَة وَسلم الله برأفته من كل آفَة

وَكَانَ الْملك الْعَزِيز عُثْمَان ولد السُّلْطَان مَعَ أَبِيه مقتد بمعاليه مقتف لمراضيه وَكَانَ من جملَة وَصَايَاهُ عِنْد إشفائه وإرجاء ترجي شفائه إِن أدركني المحتوم ودنا الْيَوْم الْمَعْلُوم فقد خلفت أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان وعليا وَكلهمْ أرَاهُ بمرادي فِي إِقَامَة الْجِهَاد مَلِيًّا فعنى بِأبي بكر سيف الدّين أَخَاهُ وبعمر تَقِيّ الدّين ابْن أَخِيه وبعثمان وَعلي ولديه الْملكَيْنِ الْعَزِيز وَالْأَفْضَل وَرَأى عَلَيْهِمَا بكفالة سيف الدّين وتقي الدّين فِي الشَّام ومصر الْمعول

وَأقَام الْعَادِل إِلَى أَن وضح الْمِنْهَاج وَصَحَّ المزاج وَطَابَتْ الْقُلُوب وَغَابَتْ الكروب ثمَّ وصل مَعَ أَخِيه إِلَى حلب وَتمّ مَعَه إِلَى حمص ودمشق وهب لَهُ نسيم مصر فاستجد إِلَى نشره النشق

وَسَيَأْتِي ذكر مضيه إِلَى مصر مَعَ الْملك الْعَزِيز فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ووصول الْملك الْأَفْضَل من مصر وَبعده الْملك المظفر تَقِيّ الدّين

قَالَ الْعِمَاد وَكَانَت صدقاته الرَّاتِبَة دارة وبالأبرار بارة على أَن جوده مستوعب الْمَوْجُود وَلَا يتْرك فضلا للوفود وَلما مرض وَعرض لَهُ من الْأَلَم مَا عرض قَالَ لي اكْتُبْ إِلَى الْوُلَاة والنواب بالديار المصرية والشامية أَن يتصدقوا على الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين من المَال الْمعد للْحَمْل بِمَا نَص على قدره فِي التَّعْيِين

فَلم يبْق فِي الممالك إِلَّا من وصل إِلَيْهِ نصيب ودعا بالصالحات من الله لدعائه مُجيب

فَدفع بِالصَّدَقَةِ الْبلَاء وَرفع للصدق

<<  <  ج: ص:  >  >>