للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعرية وألفاظ عَرَبِيَّة وَمَعَان أدبية وَمرَّة فِي أَحَادِيث الأجواد وشيم الأمجاد ودفعة فِي ذكر فَضَائِل الْجِهَاد وفرائض التأهب لَهُ والاستعداد وينذر أَنه إِن خلصه الله من نبوة هَذِه النّوبَة وأعفاه من كدر هَذِه المرضة ومرارتها بالعافية الصافية الحلوة اشْتغل بِفَتْح الْبَيْت الْمُقَدّس وَلَو ببذل نفائس الْأَمْوَال والأنفس وَأَنه لَا يصرف بَقِيَّة عمره إِلَّا فِي قتال أَعدَاء الله وَالْجهَاد فِي سَبيله وإنجاد أهل الْإِسْلَام والإقبال على قبيله وَأَنه لَا يتْرك شِيمَة الْجُود والسماحة بالموجود وَالْوَفَاء بِالْعُقُودِ والمحافظة على العهود وإنجاز الْمَوْعُود

قَالَ وَرُبمَا استروح فِي بعض سَاعَات اللَّيْل أَو النَّهَار إِلَى السماع لإشارة الْأَطِبَّاء بِهِ لأجل التَّفْرِيج والإمتاع وَلَقَد كَانَ ذَلِك الْمَرَض تمحيصا من الله للذنوب وتنزيها وَتَذْكِرَة موقظة من سنة الْغَفْلَة وتنبيها

قَالَ وَلما سمع الْعَادِل فِي حلب بِمَرَض أَخِيه السُّلْطَان ووصوله إِلَى حران بَادر بالوصول وصادف وَقت الْقبُول وَقَامَ بضبط الْأُمُور وسياسة الْجُمْهُور وَالْجُلُوس فِي كل يَوْم فِي النوبتية السُّلْطَانِيَّة لتولي مصَالح الرّعية وَإِقَامَة وَظِيفَة السماط وَالْعَمَل فِي كل يَوْم بِالِاحْتِيَاطِ والتصدي لكشف الْمَظَالِم وَبث المكارم وتنفيذ مَا يخرج من المراسم ورقع كل خرق ورتق كل فتق وَحفظ المهابة وَالْقِيَام عَن السُّلْطَان فِي كل مُهِمّ بِحسن النِّيَابَة وَلَقَد نفعنا حُضُوره ورفعنا تَدْبيره فقد كُنَّا على خوف من إرجاف يقوى وانتشار خبر سوء لَا يطوى لَا سِيمَا إِذا خرج الْأَطِبَّاء وَقَالُوا مَا فِيهِ أمل وَلكُل عمر أجل

فهناك ترى النَّاس يستشعرون وبإبعاد مَا يعز

<<  <  ج: ص:  >  >>