للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمَّ ذكر فِي كتابي الْفَتْح والبرق مَا جملَته أَن قَالَ فبرز السُّلْطَان من دمشق يَوْم السبت أول الْمحرم فِي الْعَسْكَر العرمرم وَمضى بِأَهْل الْجنَّة لجهاد أهل جَهَنَّم فَلَمَّا وصل إِلَى رَأس المَاء أَمر وَلَده الْملك الْأَفْضَل بِالْإِقَامَةِ هُنَاكَ ليستدني إِلَيْهِ الْأُمَرَاء الواصلين والأملاك وَيجمع الْأَعْرَاب والأعاجم والأتراك وَسَار السُّلْطَان إِلَى بصرى وخيم على قصر السَّلامَة وَأقَام على ارتقاب اقتراب الْحجَّاج وَكَانَ فيهم حسام الدّين مُحَمَّد بن عمر بن لاجين ووالدته أُخْت السُّلْطَان مَعَ جمَاعَة من الْخَواص وَقد تقدم ذكر غدر إبرنس الكرك وَهُوَ على طريقي الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وَالْحجاج

وَوصل الْحَاج فِي آخر صفر وخلا سر السُّلْطَان من شغلهمْ ثمَّ سَار وَنزل على الكرك وأخاف أَهله وَأخذ مَا كَانَ حوله ورعى زرعهم وَقطع أَشْجَارهم وكرمهم ثمَّ سَار إِلَى الشوبك وَفعل بِهِ مثل ذَلِك وَوصل عَسْكَر مصر فَتَلقاهُ بالقريتين وفرقه على أَعمال القلعتين وَأقَام على هَذِه الْحَالة فِي ذَلِك الْجَانِب شَهْرَيْن وَالْملك الْأَفْضَل وَلَده مُقيم بِرَأْس المَاء فِي جمع عَظِيم من العظماء وَعِنْده الجحافل الحافلة والحواصل الْحَاصِلَة والعساكر الكاسرة والقساور القاسرة وَهُوَ ينْتَظر أمرا من أَبِيه وَيكْتب إِلَيْهِ ويقتضيه وانقضى من السّنة شَهْرَان وَطَالَ بهم انْتِظَار السُّلْطَان فأنهض مِنْهُم سَرِيَّة سَرِيَّة وأمرها بالغارة على أَعمال طبرية ورتب على خيل الجزيرة وَمن جَاءَ من الشرق وديار بكر مظفر الدّين كوكبري صَاحب حران وعَلى عَسْكَر حلب والبلاد الشامية بدر الدّين دلدرم بن ياروق وعَلى عَسْكَر

<<  <  ج: ص:  >  >>