للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمشق وبلادها صارم الدّين قايماز النجمي فَسَارُوا مدججين وسروا مدلجين وصبحوا صفورية وساء صباح الْمُنْذرين فَخرج إِلَيْهِم الفرنج فِي حشدهم فآتاهم الله النَّصْر الهني وَالظفر السّني وشفوا مِنْهُم حنين الحنايا وأدركوا فيهم منى المنايا وفازوا وظفروا وَقتلُوا وأسروا وَهلك مقدم الإسبتار وَحصل جمَاعَة من فرسانهم فِي قَبْضَة الإسار وأفلت مقدم الداوية وَله حصاص وَوَقع الْبَاقُونَ وَلم يكن لَهُم من الْهَلَاك خلاص وعادوا سَالِمين سالبين غَانِمِينَ غَالِبين فَكَانَت هَذِه النّوبَة باكورة البركات ومقدمة مَا بعْدهَا من ميامن الحركات

وجاءتنا الْبُشْرَى وَنحن فِي نواحي الكرك والشوبك فَسَار السُّلْطَان وَوصل السّير بالسرى وخيم بعشترا وَالْقدر يَقُول لَهُ تعيش وَترى

وَقد غصت بخيل الله الوهاد والذرى وامتد الْعَسْكَر فراسخ عرضا وطولا وملأ بالملأ حزونا وسهولا وَمَا رَأَيْت عسكرا أبرك مِنْهُ وَلَا أكبر وَلَا أكرث للكفر وَلَا أَكثر وَكَانَ يَوْم عرضه مذكرا بِيَوْم الْعرض وَمَا شَاهده إِلَّا من تَلا {وَللَّه جنود السَّمَاوَات وَالْأَرْض} وَعرض الْعَسْكَر فِي اثْنَي عشر ألف مدجج فِي ليل العجاج مُدْلِج وَلما تمّ الْعرض وحم الْفَرْض وسالت بأفلاك السَّمَاء الأَرْض وَتعين الْجِهَاد وَتبين الِاجْتِهَاد ثمَّ رتب السُّلْطَان الْعَسْكَر أطلابا وَحزبه أحزابا وَسَار يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر ربيع الآخر عَازِمًا على دُخُول السَّاحِل فَأَنَاخَ لَيْلَة السبت على خسفين ثمَّ سَار فِي الْأُرْدُن إِلَى ثغر الأقحوانة وَأقَام هُنَاكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>