للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صبح الْخَادِم طبرية فاقتض عذرتها بِالسَّيْفِ وهجم عَلَيْهَا هجوم الطيف وتفرق أَهلهَا بَين الْأسر وَالْقَتْل وعاجلهم الْأَمر فَلم يقدروا على الخداع والختل وَجَاء الْملك وَمن مَعَه من كفاره وَلم يشْعر أَن ليل الْكفْر قد آن وَقت إسفاره فأضرم الْخَادِم عَلَيْهِم نَارا ذَات شرار أذكرت بِمَا أعد الله لَهُم فِي دَار الْقَرار فترجل هُوَ وَمن مَعَه عَن صهوات الْجِيَاد وتسنموا هضبة رَجَاء أَن تنجيهم من حر السيوف الْحداد ونصبوا للْملك خيمة حَمْرَاء وضعُوا على الشّرك عمادها وتولت الرِّجَال حفظ أطنابها فَكَانُوا أوتادها فَأخذ الْملك أَسِيرًا {وَكَانَ يَوْمًا على الْكَافرين عسيرا} وَأسر الإبرنس لَعنه الله فحصد بذره وَقَتله الْخَادِم بِيَدِهِ ووفى بذلك نَذره وَأسر جمَاعَة من مقدمي دولته وكبراء ضلالته وَكَانَ الْقَتْلَى تزيد على أَرْبَعِينَ ألفا وَلم يبْق أحد من الداوية فَللَّه. هُوَ من يَوْم تصاحب فِيهِ الذِّئْب والنسر وتداول فِيهِ الْقَتْل والأسر

أصدر الْخَادِم هَذِه الْخدمَة من ثغر عكا وَالْإِسْلَام قد اتَّسع مجاله وَتصرف أنصاره وَرِجَاله وَالْكفْر قد ثبتَتْ أوجاله وَدنت آجاله

قَالَ الْعِمَاد وَمن جملَة البشائر بكسرة حطين وَلما أحيط بالقوم آوى ملكهم إِلَى جبل يعصمه من العوم فأسمعه السَّيْف لَا عَاصِم الْيَوْم وَاسْتولى الخذلان عَلَيْهِم بأسرهم وَبَردت أَيدي الْمُؤمنِينَ بَحر قَتلهمْ وأسرهم وَلم يبْق لَهُم بَاقِيَة وغصت بقتلاهم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة أَرض الله الواسعة ونار الله الحامية فَمَا يطَأ من يصل إِلَى خيمنا إِلَّا على رممهم البالية

<<  <  ج: ص:  >  >>