وتسلمها يَوْم الْخَمِيس التَّاسِع وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى
وَمرض الْعِمَاد فأملى كتاب صلح بيروت وَرجع إِلَى دمشق للمداواة ثمَّ وجد الشِّفَاء وَعَاد إِلَى السُّلْطَان يَوْم فتح الْقُدس كَمَا سَيَأْتِي
قَالَ وسلمت بيروت بحضوري فَكَانَ من سَبَب إبلالي سروري بِفَتْحِهَا وحبوري وَخرج مِنْهَا وَمن قلعتها الفرنج وامتلأ بهم إِلَى صور النهج وَعَاد الْإِسْلَام الْغَرِيب فِيهَا إِلَى وَطنه وتوطن الدّين بهَا فِي مأمنه وَسكن فِي مَسْكَنه
وَأما جبيل فَإِن صَاحبهَا أوك كَانَ فِي جملَة من نقل إِلَى دمشق مَعَ الْملك الْأَسير فَضَاقَ ذرعا بسجنه الَّذِي تعجل لَهُ فِيهِ عَذَاب السعير فَتحدث مَعَ الصفي بن الْقَابِض فِي أمره وباح إِلَيْهِ بسره وَقَالَ مالكم فِي اسري فَائِدَة وَلَا غنيمَة على فتح جبيل زَائِدَة وانا أسلمها بِشَرْط سلامتي فخذوها وَلَا تقعدوني فقد قَامَت قيامتي
فأنهى الصفي حَاله واستصوب مَا قَالَه فَأمر بإحضاره فِي قَيده والاحتراز من كَيده فوصل بِهِ وَنحن على بيروت فَسلم جبيل وَسلم وَربح نجاته وغنم وَمضى إِلَيْهَا من تولاها وانسل مِنْهَا صَاحبهَا وسلاها وتبعها فتح بيروت وتلاها فانتظمت هَذِه الْبِلَاد المتناسقة بالسَّاحل فِي سلك من الْفتُوح متسق وَأمر من الاسْتقَامَة مُتَّفق
وَكَانَ مُعظم أهل صيدا وبيروت وجبيل مُسلمين مَسَاكِين لمساكنة الفرنج مستسلمين فذاقوا الْعِزَّة بعد الذلة وفاقوا الْكَثْرَة بعد الْقلَّة وصدقت البشائر وصدحت المنابر وَظهر عيب البيع وَشهر جمع الْجمع وقرئ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute