للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْقُرْآن واستشاط الشَّيْطَان وخرست النواقيس وَبَطلَت النواميس وَرفع الْمُسلمُونَ رؤوسهم وَعرفُوا نُفُوسهم

وَكَانَ كل من استأمن من الْكفَّار يمْضِي إِلَى صور محمي الذمار فَصَارَت صور عش غشهم ووكر مَكْرهمْ وملجأ طريدهم ومنجى شريدهم وَهِي الَّتِي فر القومص إِلَيْهَا يَوْم كسرتهم بل يَوْم حسرتهم وَلما عرف القومص قرب السُّلْطَان مِنْهَا أخلاها وخلاها وآوى إِلَى طرابلس وثواها فَمَا متع بِمَا ملك وَكَانَ كَمَا قيل

(رَاح يَبْغِي نجوة ... من هَلَاك فَهَلَك)

وتعوضت صور عَن القومص بالمركيس كَمَا يتعوض عَن الشَّيْطَان بإبليس فَأدْرك ذماء الْكفْر بَعْدَمَا أشفى وَأَيْقَظَ روع الروع بَعْدَمَا أغفى وَضبط صور بِمن فِيهَا من مهزومي الفرنج ومنفيها

وَكَانَ المركيس من أكبر طواغيت الْكفْر وأغوى شياطينه وأضرى سراحينه وأخبث ذئابه وانجس كلابه وَهُوَ الطاغية الداهية الَّذِي خلقت لَهُ ولأمثاله الهاوية وَلم يكن وصل إِلَى السَّاحِل قبل هَذَا الْعَام وَاتفقَ وُصُوله إِلَى ميناء عكا وَهُوَ بِفَتْحِهَا جَاهِل وَعَمن فِيهَا من الْمُسلمين ذاهل فعزم على إرساء الشيني بالمينا ثمَّ تعجب وَقَالَ مَا نرى أحدا من أَهلهَا يلتقينا وَرَأى زِيّ النَّاس غير الَّذِي يعرفهُ فارتاب وارتاع وَحدث عَن الدُّخُول توقفه وَبَان تندمه وَتَأَخر تقدمه وَسَأَلَ عَن الْحَال فَأخْبر

<<  <  ج: ص:  >  >>