الخَنْدَق فخرقوه وبددوا جمعه وفرقوه والتصقوا بالسور فنقبوه وعلقوه وحشوه وأحرقوه وَصَدقُوا وعد الله فِي الْقِتَال لأعدائه فصدقوه وَلما عضتهم الْحَرْب وَقع السُّور واتسع النقب فصعب عَلَيْهِم الهين وَهَان لنا الصعب عقدوا مَا بَينهم مشورة وقعدوا مَا بَينهم ضَرُورَة وَقَالُوا مالنا إِلَّا الاستئمان فقد أَخذ لنا بِخَطِّهِ الخذلان والحرمان
وأخرجوا كبراءهم ليؤخذ لَهُم الْأمان فَأبى السُّلْطَان إِلَّا قِتَالهمْ وتدميرهم واستئصالهم وَقَالَ مَا آخذ الْقُدس إِلَّا كَمَا أَخَذُوهُ من الْمُسلمين مُنْذُ إِحْدَى وَتِسْعين سنة فَإِنَّهُم استباحوا الْقَتْل وَلم يتْركُوا طرفا يستزير سنة فَأَنا أفني رِجَالهمْ قتلا وأحوي نِسَائِهِم سبيا فبرز ابْن بارزان ليأمن من السُّلْطَان بموثقه وَطلب الْأمان لِقَوْمِهِ وتمنع السُّلْطَان وتسامى فِي سومه وَقَالَ لَا أَمن لكم وَلَا أَمَان وَمَا هوانا إِلَّا أَن نديم لكم الهوان وَغدا نملككم قسرا ونوسعكم قتلا وأسرا ونسفك من الرِّجَال الدِّمَاء ونسلط على الذُّرِّيَّة وَالنِّسَاء السباء
وأبى فِي تأمينهم إِلَّا الإباء فتعرضوا للتضرع وخوفوا عَاقِبَة التسرع وَقَالُوا إِذا أيسنا من أمانكم وخفنا من سلطانكم وخبنا من إحسانكم وأيقنا أَنه لَا نجاة وَلَا نجاح وَلَا صلح وَلَا صَلَاح وَلَا سلم وَلَا سَلامَة وَلَا نعْمَة وَلَا كَرَامَة فَإنَّا نستقتل فنقاتل قتال الدَّم والندم ونقابل الْوُجُود بِالْعدمِ ونلقي أَنْفُسنَا على النَّار وَلَا نلقي بِأَيْدِينَا إِلَى التَّهْلُكَة والعار وَلَا يجرح منا وَاحِد حَتَّى يجرح عشرَة وَإِنَّا نحرق الدّور ونخرب الْقبَّة وونترك عَلَيْكُم فِي سبينَا السبة ونقلع الصَّخْرَة ونوجدكم عَلَيْهَا الْحَسْرَة وقبة الصَّخْرَة نرميها وَعين سلوان نعميها والمصانع نخسفها والمطالع نكسفها وَعِنْدنَا من الْمُسلمين خَمْسَة آلَاف أَسِير مَا بَين غَنِي وفقير وكبير وصغير فنبدأ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute