رجال وَنسَاء وصبيان فأغلقت دونهم الْأَبْوَاب ورتب لعرضهم واستخراج مَا يلْزمهُم النواب ووكل بِكُل بَاب أَمِير ومقدم كَبِير يحصر الخارجين ويحصي الوالجين فَمن استخرج مِنْهُ خرج وَمن لم يقم بِمَا عَلَيْهِ قعد فِي الْحَبْس وَعدم الْفرج وَلَو حفظ ذَلِك المَال حق حفظه لفاز مِنْهُ بَيت المَال بأوفر حَظه لكنما تمّ التَّفْرِيط وَعم التَّخْلِيط فَكل من رشا مَشى وتنكب الْأُمَنَاء نهج الرشد بالرشا فَمنهمْ من أدلي من السُّور بالحبال وَمِنْهُم من حمل مخفيا فِي الرّحال وَمِنْهُم من غيرت لبسته فَخرج مخفيا فِي زِيّ الْجند وَمِنْهُم من وَقعت فِيهِ شَفَاعَة مطاعة لم تقَابل بِالرَّدِّ والثقات الأكابر استنابوا أصاغر فأقاموا فِي تقصيرهم المعاذر وقنوا لأَنْفُسِهِمْ الذَّخَائِر وأدعى مظفر الدّين كوكبوري أَن مِنْهُم جمَاعَة من أرمن الرها وعددها ألف نسمَة فَجعل إِلَيْهِ أمرهَا وَكَذَلِكَ صَاحب البيرة ادّعى بالعدة الْكَثِيرَة زهاء خمس مئة أرمني ذكر أَنهم من بَلَده وَأَن الْوَاصِل مِنْهُم إِلَى الْقُدس لأجل متعبده وَكَذَلِكَ كل من استوهب عدَّة استطلقها وَحصل لَهُ مرفقها ثمَّ تولى الْملك الْعَادِل استخراجهم وَقوم على الْأَدَاء منهاجهم وَسَهل على السُّلْطَان لفرط جوده الاستخراج والإخراج وتوفر لعامة النَّاس وخاصتهم ببهجة سماحه الابتهاج وَمَا فِينَا إِلَّا من فَازَ بأوفى نصيب ورعى مِنْهُ فِي مرعى خصيب
وَكَانَ السُّلْطَان قد رتب عدَّة دواوين فِي كل ديوَان مِنْهَا عدَّة من النواب المصريين وَفِيهِمْ من الشاميين فَمن أَخذ من أحد الدَّوَاوِين خطا بِالْأَدَاءِ انْطلق مَعَ الطُّلَقَاء بعد عرض خطه على من بِالْبَابِ من الْأُمَنَاء