للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَى الْقُدس وأعاذه من الرجس وحقق من فَتحه مَا كَانَ فِي النَّفس وَبدل وَحْشَة الْكفْر فِيهِ من الْإِسْلَام بالأنس وَجعل عز يَوْمه ماحيا ذل الأمس وَأَسْكَنَهُ الْفُقَهَاء وَالْعُلَمَاء بعد الْجُهَّال والضلال من البطرك والقس وَعَبدَة الصَّلِيب ومستقبلي الشَّمْس وَقد أظهر الله على الْمُشْركين الضَّالّين جُنُوده الْمُؤمنِينَ الْعَالمين وَقطع دابر الْقَوْم الظَّالِمين وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين فَكَأَن الله شرف هَذِه الْأمة وَقَالَ لَهُم اعزموا على اقتناء هَذِه الْفَضِيلَة الَّتِي بهَا فَضلكُمْ وحقق فِي حَقهم امْتِثَال أمره فِي قَوْله الْكَرِيم {ادخُلُوا الأَرْض المقدسة الَّتِي كتب الله لكم}

وَهَذَا الْفَتْح قد أقدره الله على افتضاضه بِالْحَرْبِ الْعوَان وَجعل مَلَائكَته المسومة لَهُ من أعز الْأَنْصَار وَأظْهر الأعوان وَأخرج يَوْم الْجُمُعَة من بَيته الْمُقَدّس أهل الْأَحَد وقمع من كَانَ يَقُول إِن الله ثَالِث ثَلَاثَة بِمن يَقُول هُوَ الله أحد

وأعان الله بإنزال الْمَلَائِكَة وَالروح وأتى بِهَذَا النَّصْر الممنوح الَّذِي هُوَ فتح الْفتُوح وَقد تَعَالَى أَن يُحِيط بِهِ وصف البليغ نظما ونثرا وَعبد الله فِي الْبَيْت الْمُقَدّس سرا وجهرا وملكت بِلَاد الْأُرْدُن وفلسطين غورا ونجدا وَبرا وبحرا وملئت إسلاما وَكَانَت قد ملئت كفرا وتقاضى الْخَادِم دين الدّين الَّذِي غلق رَهنه دهرا وَالْحَمْد لله شكرا حمدا يجدد لِلْإِسْلَامِ كل يَوْم نصرا وَيزِيد وُجُوه أَهله ببشرى فتوحه بشرا وأبى الْخَادِم إِلَّا اسْتِبَاحَة أَمْوَالهم وأرواحهم وحسم دَاء اجتراحهم باجتياحهم وَأَنه لَا بُد من تَطْهِير الأَرْض المقدسة برجس دِمَائِهِمْ وَقتل رِجَالهمْ وَسبي

<<  <  ج: ص:  >  >>