إِلَى الْقُدس وأعاذه من الرجس وحقق من فَتحه مَا كَانَ فِي النَّفس وَبدل وَحْشَة الْكفْر فِيهِ من الْإِسْلَام بالأنس وَجعل عز يَوْمه ماحيا ذل الأمس وَأَسْكَنَهُ الْفُقَهَاء وَالْعُلَمَاء بعد الْجُهَّال والضلال من البطرك والقس وَعَبدَة الصَّلِيب ومستقبلي الشَّمْس وَقد أظهر الله على الْمُشْركين الضَّالّين جُنُوده الْمُؤمنِينَ الْعَالمين وَقطع دابر الْقَوْم الظَّالِمين وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين فَكَأَن الله شرف هَذِه الْأمة وَقَالَ لَهُم اعزموا على اقتناء هَذِه الْفَضِيلَة الَّتِي بهَا فَضلكُمْ وحقق فِي حَقهم امْتِثَال أمره فِي قَوْله الْكَرِيم {ادخُلُوا الأَرْض المقدسة الَّتِي كتب الله لكم}
وَهَذَا الْفَتْح قد أقدره الله على افتضاضه بِالْحَرْبِ الْعوَان وَجعل مَلَائكَته المسومة لَهُ من أعز الْأَنْصَار وَأظْهر الأعوان وَأخرج يَوْم الْجُمُعَة من بَيته الْمُقَدّس أهل الْأَحَد وقمع من كَانَ يَقُول إِن الله ثَالِث ثَلَاثَة بِمن يَقُول هُوَ الله أحد