للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْهِم مَال اشْتَروا بِهِ أنفسهم فنزعوا بِهِ من الْخَوْف ملبسهم وسلموا الْقُدس فأعدناه إِلَى الْقُدس وطهرناه من الرجس وأجبنا دَعْوَة الصَّخْرَة وغسلنا عَنْهَا وضر الْكفْر بعبرات الْعبْرَة

فتح بَيت الله الْمُقَدّس الَّذِي غلق رَهنه وَطَالَ فِي يَد الْكفْر أسره وسجنه واستهل بغر أيامنا مزنه وأنار يمنه وَعَاد بإحساننا حسنه وَزَالَ بِنَا خَوفه وَزَاد أَمنه وَبَقِي قريب مئة سنة فِي يَد الْكفْر مسجونا وبرجس الشّرك مشحونا حَتَّى أعَاد الله بِنَا رونقه وأذهب قلقه وأعدم فرقه وَهَذَا فتح لم يكن مُنْذُ عصر الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم لَهُ نَظِير وأفق الدّين بِهِ منيف مُنِير وَشرف أيامنا بِهِ كَبِير وَهُوَ إِمَام فتوحنا المدخرة لنا وَمَا لَهَا بتأييد الله تَأْخِير

فتح الْبَيْت الْمُقَدّس الَّذِي لم يخْطر تمنيه بخاطر الْمُلُوك وتوعر على عزائمهم نهج طَرِيقه المسلوك وحالت دونه قنطاريات الفرنج وطوارقها وجنت على الْإِسْلَام فِيهِ حوادث اللَّيَالِي وطوارقها حَتَّى دَعَانَا الله لفتحه فأجبناه ووعدنا بالفوز فأصبناه وأوردنا مشرع صفائه فاستعذبناه وعرفنا طيب عرفه فاستطبناه وَذخر لعصرنا هَذَا الْفَتْح فاستقبلناه

رَأَوْا أَحْجَار المنجنيقات قد أنزلت الأسوار بالأسوار وَغَارَتْ الصخور للصخرة الْمُبَارَكَة فجدت فِي إنقاذها من الأسار وهتمت ثنايا الأبراج وأعضل بهَا فِي علاج دَاء العلاج فعاينوا الْحمام وشاهدوا الْمَوْت الزؤام

<<  <  ج: ص:  >  >>