أَنه رأى من ينشده هَذَا الشّعْر فِي النّوم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مئة فَذكر الْبَيْتَيْنِ وَهَذَا قبل الْفَتْح بِاثْنَتَيْنِ وَخمسين سنة وَقبل مولد صَلَاح الدّين بِسنة وَالْمعْنَى بالطراز بِلَاد السَّاحِل المصطفة على بِلَاد الْبَحْر من الداروم وغزة وعسقلان وعكا وصيدا وبيروت وجبيل وَغير ذَلِك وَلم يبْق من الطّراز فِي أثْنَاء ذَلِك سوى صور بَين صيدا وعكا وَهَكَذَا كَانَ الْأَمر على مَا سبق بَيَانه فتح هَذَا الطّراز أَولا ثمَّ فتح الْبَيْت الْمُقَدّس وكنى بقيصر عَن الإبرنس الَّذِي قَتله بِيَدِهِ لِأَنَّهُ كَانَ من رُؤُوس الْكفْر وملوكهم وغلاتهم فِي معاداة الْإِسْلَام وَالله أعلم
قَالَ الْعِمَاد وَكَانَ فَخر الْكتاب أَبُو عَليّ الْحسن بن عَليّ الْجُوَيْنِيّ الْمُقِيم بِمصْر من أهل بَغْدَاد ينفذ إِلَيّ قصائده لأعرضها فَرَأَيْت أَن أثبت لَهُ هَذِه القصيدة فِي الْفَتْح وَهِي مُشْتَمِلَة على ذكر مُلُوك الْإِسْلَام وإهمالهم لَهُ تسعين عَاما حَتَّى تجرد لَهُ سلطاننا فَذكر مِنْهَا
(جند السَّمَاء لهَذَا الْملك أعوان ... من شكّ فيهم فَهَذَا الْفَتْح برهَان)
(مَتى رأى النَّاس مَا نحكيه فِي زمن ... وَقد مَضَت قبل أزمان وأزمان)
(هذي الْفتُوح فتوح الْأَنْبِيَاء وَمَا ... لَهَا سوى الشُّكْر بالأفعال أَثمَان)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute