(وصوافنا تخْتَار أَن تطَأ الثرى ... فيصدها عَنهُ طلى وسنور)
(تمشي على جثث العدى عرجا وَلَا ... عرج بهَا لَكِنَّهَا تتعثر)
وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن جُبَير الأندلسي
(أطلت على أفقك الزَّاهِر ... سعود من الْفلك الدائر)
(فأبشر فَإِن رِقَاب العدى ... تمد إِلَى سَيْفك الباتر)
(وَعَما قريب يحل الردى ... بكندهم الناكث الغادر)
(وخصب الورى يَوْم تَسْقِي الثرى ... سحائب من دَمهَا الهامر)
(وَكم لَك من فتكة فيهم ... حكت فتكة الْأسد الخادر)
(كسرت صليبهم عنْوَة ... فَللَّه دَرك من كاسر)
(وغيرت آثَارهم كلهَا ... فَلَيْسَ لَهَا الدَّهْر من جَابر)
(وأمضيت جدك فِي غزوهم ... فتعسا لجدهم العاثر)
(وَأدبر ملكهم بالشآم ... وَولى كأمسهم الدابر)
(جنودك بِالرُّعْبِ منصورة ... فناجز مَتى شِئْت أَو صابر)
(فكلهم غرق هَالك ... بتيار عسكرك الذاخر)
(ثأرت لدين الْهدى فِي العدى ... فآثرك الله من ثَائِر)
(وَقمت بنصر إِلَه الورى ... فسماك بِالْملكِ النَّاصِر)
(وجاهدت مُجْتَهدا صَابِرًا ... فَللَّه أجرك من صابر)
(تبيت الْمُلُوك على فرشهم ... وترفل فِي الزرد السابري)
(وتؤثر جَاهد عَيْش الْجِهَاد ... على طيب عيشهم الناضر)
(وتسهر ليلك فِي حق من ... سيرضيك فِي جفنك الساهر)