للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أصعب وأتعب وقم الْقَوْم

وَيَقُول من لَهُ قُوَّة الْيَقِين وَعرف أَن الله كافل بنصره الدّين اصْبِرُوا فلسر هَذِه الْأمة نبأ وَهُوَ كَمَا قَالَ الله تَعَالَى {ويصنع الْفلك وَكلما مر عَلَيْهِ مَلأ}

وَلم يزل لنُور الدّين فِي قلبه من الدّين نور وَأثر تقواه لِلْمُتقين مأثور أزهد الْعباد وأعبد الزهاد وَمن الْأَوْلِيَاء الْأَبْرَار والأتقياء الأخيار وَقد نظر بِنور الفراسة أَن الْفَتْح قريب وَأَن الله لدعائه وَلَو بعد وَفَاته مُجيب ويزيده قُوَّة عزمه جدا وتمده بحياء الْحَيَاة الربانية مدا قد طهره الله من الْعَيْب وأطلعه على سر الْغَيْب ونزهه من الريب لنقاء الجيب وشملت الْإِسْلَام بعده بركته وختمت بافتتاح ملك صَلَاح الدّين مَمْلَكَته وَهُوَ الَّذِي رباه ولياه وأحبه وحباه وَهُوَ الَّذِي سنّ الْفَتْح وسنى النجح

وَاتفقَ أَن جَامع حلب فِي الْأَيَّام النورية احْتَرَقَ فاحتيج إِلَى مِنْبَر ينصب فنصب ذَلِك الْمِنْبَر وَحسن المنظر وَتَوَلَّى حِينَئِذٍ النجار عمل الْمِحْرَاب على الرقم وشابه الْمِحْرَاب الْمِنْبَر فِي الرَّسْم وَمن رأى حلب الْآن شَاهد مِنْهُ على مِثَال الْمِنْبَر الْقُدسِي الْإِحْسَان

وَلما فتح السُّلْطَان الْقُدس تقدم بِحمْلِهِ وَصَحَّ بِهِ فِي الْمِحْرَاب الْأَقْصَى اجْتِمَاع شَمله وَظهر سر الْكَرَامَة فِي فوز الْإِسْلَام بالسلامة وتناصرت الألسن بِالدُّعَاءِ لنُور الدّين بِالرَّحْمَةِ ولصلاح الدّين بالنصرة وَالنعْمَة

وَقَالَ الْعِمَاد فِي مَوضِع آخر من كتاب الْبَرْق وَكَانَ الْملك الْعَادِل

<<  <  ج: ص:  >  >>