للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ وَبعثت إِلَيْهِ فِي غرَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَهُوَ على حمص بقصيدة هناته فِيهَا بالعافية مِنْهَا

(فيا ملكا لم يبْق للدّين غَيره ... وهت عمد الْإِسْلَام فاشدد لَهَا دعما)

(فشؤم فريق الشّرك فِي الشَّام طَائِر ... فَقص جناحيه بأقصى القوى قصما)

(خصصت بتمكين فَعم العدى ردى ... فَإِنَّهُم يَأْجُوج أفرغ بهَا ردما)

(إِذا صفرت من آل الْأَصْفَر ساحة ... الْمُقَدّس ضاهت فتح أم الْقرى قدما)

(فَذا الْمَسْجِد الْأَقْصَى وهمتك العلى ... وعزمتك القصوى ورميتك الأصمى)

(فَمَا هُوَ إِلَّا أَن تهم وَقد أَتَت ... فتوح كَمَا فاض الخضم الَّذِي طما)

(وَإِن أَنْت لم ترد الفرنج بوقعة ... فَمن ذَا الَّذِي يقوى لبنيانها هدما)

(وَمَا كل حِين تمكن الْمَرْء فرْصَة ... وَلَا كل حَال أمكنت تَقْتَضِي غنما)

(وَلَيْسَ كفتح الْقُدس منية قَادر ... وَمَا آن يلقاها سوى يُوسُف حزما)

قَالَ وأنشأت قصيدة أُخْرَى فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَحَضَرت بهَا بَين يَدَيْهِ مِنْهَا

(الله أكبر أَرض الْقُدس قد صفرت ... من آل الْأَصْفَر إِذْ حِين بِهِ حانوا)

(أَسْبَاط يُوسُف من مصر أَتَوا وَلَهُم ... من غير تيه بهَا سلوى وأمنان)

(لَهُم فلسطين إِن يخرج عداتهم ... عَنْهَا وَإِلَّا عدت بيض وخرصان)

(حَتَّى بنيت رتاج الْقُدس منفرجا ... ويصعد الصَّخْرَة الغراء عُثْمَان)

(واستقبل النَّاصِر الْمِحْرَاب يعبد من ... قد تمّ من وعده فتح وَإِمْكَان)

(وَجَاز بعض بنيه الْبَحْر تجفل من ... غاراته الرّوم والصقلاب واللان)

(حَتَّى يوحد أهل الشّرك قاطبة ... ويرهب القَوْل بالثالوث رُهْبَان)

(وَلابْن أَيُّوب فِي الإفرنج ملحمة ... دلّت عَلَيْهَا أساطير وحسبان)

<<  <  ج: ص:  >  >>