للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَمن أَحَق بِملك الأَرْض من ملك ... كَأَنَّهُ ملك فِي الْخلق حنان)

ثمَّ قَالَ وَأما القصيدة الفتحية الناصرية فأولها

(فِي بَاطِن الْغَيْب مَا لَا تدْرك الْفِكر ... فذو البصيرة فِي الْأَحْدَاث يعْتَبر)

(مَالِي أرى ملك الإفرنج فِي قفص ... أَيْن القواضب والعسالة السمر)

(والاسبتار إِلَى الداوية التأموا ... كَأَنَّهُمْ سد يَأْجُوج إِذا اشتجروا)

(وَالنَّفس مولعة عجبا بسيرتها ... وَفِي الْمَقَادِير مَا تسلى بِهِ السّير)

(يَا وقْعَة التل مَا أبقيت من عجب ... جحافل لم يفت من جمعهَا بشر)

(وَيَا ضحى السبت مَا للْقَوْم قد سبتوا ... تهودوا أم بكأس الطعْن قد سَكِرُوا)

(وَيَا ضريح شُعَيْب مَالهم جثموا ... كمدين أم لقوا رجفا بِمَا كفرُوا)

(حطوا بحطين ملاكا فيا عجبا ... فِي سَاعَة زَالَ ذَاك الْملك وَالْقدر)

(أَهْوى إِلَيْهِم صَلَاح الدّين مفترسا ... وَهُوَ الغضنفر أعدى ظفره الظفر)

(أمْلى عَلَيْهِم فصاروا وسط كفته ... كسرب طير حواها القانص الذّكر)

(وأنجز الله للسُّلْطَان موعده ... ونذره فِي كفور دينه البطر)

(وعاين الْملك الإبرنس فِي دَمه ... فَمَاتَ حَيا وَحيا وَهُوَ يعْتَذر)

(رأى مليكا مُلُوك الأَرْض تتبعه ... والنجم يَخْدمه وَالشَّمْس وَالْقَمَر)

(إِذا بدا تبهر الْأَعْيَان هيبته ... ويختفي وَهُوَ فِي الأذهان مشتهر)

(تقدم الجيل فِي أُخْرَى الزَّمَان بِهِ ... على صُدُور علا من قبلنَا صدرُوا)

(أما رَأَيْتُمْ فتوح الْقَادِسِيَّة فِي ... أكناف لوبية تجلى وَذَا عمر)

(وَالْحق يعرس والطغيان منتحب ... وَالْكفْر يطمس وَالْإِيمَان مزدهر)

(هَذَا المليك الَّذِي بشرى النَّبِي بِهِ ... فِي فتْنَة الْبَغي لِلْإِسْلَامِ ينتصر)

(أنسى ملاحم ذِي القرنين وَاعْتَرَفت ... لَهُ الروَاة بِمَا لم ينمه أثر)

(أعين إسكندر بالخضر وَهُوَ لَهُ ... عون من الله يَسْتَغْنِي بِهِ الْخضر)

<<  <  ج: ص:  >  >>