للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنافذ صعاب وأوعاث وأوعار وأنجاد وأغوار فقطعنا تِلْكَ الطَّرِيق فِي يَوْمَيْنِ ووصلنا لَيْلَة الثُّلَاثَاء بليلة الأثنين وخيمنا على صهيون يَوْم الثُّلَاثَاء وَهِي قلعة على ذرْوَة جبل بَين واديين عميقيين يَلْتَقِيَانِ عَلَيْهَا ويدوران حواليها والجانب الْجبلي مَقْطُوع مِنْهُ بخندق عَظِيم عميق وسور وثيق مَا إِلَيْهِ سوى للْقَضَاء وَالْقدر من طَرِيق والقلعة ذَات أسوار خَمْسَة كَأَنَّهَا خمس هضاب ممتلئة بذئاب سغاب وَأسد غضاب وأحاط الْعَسْكَر بهَا يَوْم الْأَرْبَعَاء من نَوَاحِيهَا الْأَرْبَع وَهِي ممتنعة علينا بالركن الأمنع والسمو الأمتع

وَنقل السُّلْطَان خيمته إِلَى جَانب الْجَبَل وَأقَام الْملك الظَّاهِر غَازِي صَاحب حلب منجنيقين ونهج بهما من جَانب الْوَادي إِلَى ردى الأعادي طَرِيقين وَكَانَ لَهُ فِي فتح هَذِه القلعة الْجد العالي وَالْجد الْوَالِي فانه اتَّصل بِنَا قبل الْوُصُول إِلَى جبلة من طَرِيق حماة وَقد استصحب الكماة الحماة وَمَعَهُ الرِّجَال الحلبية والمنجنيقية والجرخية والجاندارية والخراسانية واستصحب الحدادين والحجارين والنجارين فأظهر على صهيون الْيَد الْبَيْضَاء وأنار فِي فضاء الْفَضَائِل وأضاء وَكَانَ نازلا على جَانب الْوَادي مُقَابل الْحصن وَشرع الْجِدَار فِي الأنقضاض واصبحنا يَوْم الْخَمِيس وللجلاميد وُقُوع وللسور سُجُود وركوع وَمَا زَالَت المجانيق من جَانِبه وجانبنا ترمي والحنايا بسهام المنايا تصمي

<<  <  ج: ص:  >  >>