حَتَّى قتل وجرح أَكثر مقاتلة الْحصن وَهَان بِمَا دب فِيهِ من الوهن
وأصبحنا يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي جُمَادَى الْآخِرَة وبحر الْحَرْب فِي أمواجه الزاخرة وتطرق اصحابنا من قرنة خفيت عَلَيْهِم من الخَنْدَق لم تحكم عمارتها كَأَن الله أعماهم عَنْهَا حَتَّى يسْلك الحتف إِلَيْهِم مِنْهَا فتعلقوا فِي الصخور وتسلقوا السُّور وملكوا عَلَيْهِم ثَلَاثَة أسوار واحتووا على كل مَا فِيهَا من ذخائر وغلال ودواب وأبقار وازدحم الفرنج فِي الْقلَّة وتفادوا من الْخَوْف لَا من الْقلَّة وصاحوا الْأمان وبذلوا الاذعان وَنَادَوْا مكنونا من السَّلامَة وتسلموا الْمَكَان
فَمَا أمنُوا على المَال وَالنَّفس حَتَّى قَررنَا عَلَيْهِم مثل قطيعة الْقُدس وأغلقت دونهم الْأَبْوَاب وسيرت إِلَيْهِم النواب وَمَا اسْتَقر خُرُوجهمْ حَتَّى استخرج الْقَرار وجبي الدِّرْهَم وَالدِّينَار وَعم الصغار الْكِبَار وَالصغَار وَتَوَلَّى ذَلِك شُجَاع الدّين طغرل الجاندار ثمَّ سلم حصن صهيون بِجَمِيعِ أَعماله وَسَائِر مَا حواه من ذخائره وأمواله إِلَى الْأَمِير نَاصِر الدّين منكورس بن خمارتكين صَاحب بوقبيس فأحكمه وحصنه وَحفظه وَحسنه وتسلم يَوْم السبت قلعة العيذو وَيَوْم الْأَحَد قلعة الجماهريين وَيَوْم الِاثْنَيْنِ حصن بلاطنس وَندب إِلَى كل حُصَيْن من تسلمه وسلكه فِي سلك الْفتُوح ونظمه
قَالَ وبفتح صهيون حصل الْأَمْن على اللاذقية وَقَوي الأمل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute