للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يُقَاتل بغراس مقاتلة شَدِيدَة حَتَّى طلبُوا الْأمان على اسْتِئْذَان أنطاكية ورقي الْعلم السلطاني عَلَيْهَا فِي ثَانِي شعْبَان

وَقَالَ الْعِمَاد وَلما فتحت دربساك لم يبْق لنا همه إِلَّا بغراس وَقد شَارف رَجَاء أَكثر النَّاس فِي فَتحه الْيَأْس وَهُوَ حصن حُصَيْن وَمَكَان مكين هُوَ للداوية وجار ضباعها وَغَابَ سباعها وَهُوَ بِقرب أنطاكية حصاره وحصارها سَوَاء وَمَا لداء داويته دَوَاء

فَنزل الْعَسْكَر بَين أنطاكية وَبَينه يتقاضون مِنْهُمَا للدّين دينه ويشنون الغارات ويسنون النكايات وَلَا يبرحون بِإِزَاءِ أنطاكية صفا يرْمونَ لَهَا ولأهلها فتحا وحتفا يتناوبون على سَبِيل اليزك وَيدعونَ العدى إِلَى المعترك وَلَيْسَ بَينهمَا إِلَّا النَّهر

فَصَعدَ السُّلْطَان جَرِيدَة إِلَى الْجَبَل وَأمر بِنصب المجانيق حولهَا على تِلْكَ القلل وَنقل إِلَيْهَا أحواض المَاء ورواياه وَبث فِي النواحي سراياه وَفرق على الْجَمِيع عطاياه وأقمنا عَلَيْهِ أسبوعا نجري إِلَيْهِ من كل منجنيق من فيض الْحِجَارَة ينبوعا وَنحن نفكر فِيمَا يكون وَمَتى تتمّ الْحَرَكَة وفيم السّكُون وَهَذَا بيكار يطول

<<  <  ج: ص:  >  >>