وتعب لَا يَزُول إِذْ رَأينَا بَاب الْحصن وَقد فتح وَخرج من الْحصن من أَخذ الْأمان لأَهله وَسلم الْحصن بِمَا فِيهِ من الْأَمْوَال وَقدر مَا فِيهِ من الْغلَّة تخمينا بِاثْنَيْ عشر ألف غرارة وَسلمهَا السُّلْطَان مَعَ دربساك إِلَى صَاحب عزاز علم الدّين سُلَيْمَان بن جندر وكتبت عَلَيْهِ جَمِيع مَا فِي القلعتين من الْمَوْجُود من الْمكيل وَالْمَوْزُون والمعدود
وَكَانَت الْغلَّة بأنطاكية غَالِيَة السّعر فَقلت كَأَنِّي بِمن تولى القلعة وَقد بَاعَ الْغلَّة وشفى من فقره بهَا الْغلَّة ثمَّ أَشَارَ بتخريبها وهدمها وَلم يلْتَزم بحكمها وَقَالَ إبقاؤها غرر وحفظها على الْمُسلمين ضَرَر وخطر فجَاء الْأَمر على مَا حسبته بعد سِنِين وَعَاد إخلاؤها بمضرة الْمُؤمنِينَ فَإِنَّهُ أظهر ذَلِك الْوَقْت أَنه أخلاها وَأَنه للتخريب خَلاهَا فجَاء إِلَيْهَا مقدم الأرمن ابْن لاون فَدَخلَهَا وَأتم غارته وكملها وَذَلِكَ فِي سنة وَسبع أَو ثَمَان وَثَمَانِينَ
وَهَذَانِ الحصنان دربساك وبغراس كَانَا لأنطاكية جناحين ولطاغية الْكفْر سلاحين فتم للسُّلْطَان فتح هَذِه الْحُصُون الْمَذْكُورَة مَعَ أبراج ومغارات وشقفان كَثِيرَة حَتَّى خلص ذَلِك الاقليم وَتمّ الْفَتْح الْعَظِيم وعادت الْكَنَائِس مَسَاجِد وَالْبيع معابد والصوامع جَوَامِع والمذابح لعبدة الصلبان مصَارِع
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute