للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَ نزولنا على كَوْكَب والشتاء فِي كوكبه وَقد طلع من الأنواء فِي موكبه والثلوج تنشر على الْجبَال ملأها والأودية قد عجت بِمَائِهَا وفاضت عِنْد امتلائها فشمخت أنوفها سيولا فخرقت الأَرْض وَبَلغت الْجبَال طولا والأوحال اعتقلت الطرقات وَمَشى الْمُطلق فِيهَا مشْيَة الْأَسير فِي الحلقات فتجشمنا العناء نَحن وَرِجَال العساكر وكابرنا الْعَدو وَالزَّمَان وَقد يحرز الْحَظ المكابر وَعلم الله النِّيَّة فأنجدها بِفِعْلِهَا وَضمير الْأَمَانَة فَأَعَانَ على حملهَا ونزلنا من رُؤُوس الْجبَال منَازِل كَانَ الِاسْتِقْرَار عَلَيْهَا أصعب من نقلهَا

ثمَّ قَالَ والآن فالمجلس السَّامِي يعلم أَن الفرنج لَا يسلون عَمَّا فتحنا وَلَا يصبرون على مَا جرحنا وَأَنَّهُمْ لعنهم الله أُمَم لَا تحصى وجيوش لَا تستقصى و {يَد الله فَوق أَيْديهم} و {سَيجْعَلُ الله بعد عسر يسرا} وَمَا هم إِلَّا كلاب قد تعاوت وشياطين قد تغاوت وَإِن لم يقذفوا من كل جَانب استأسدوا واستكلبوا وَكَانُوا لباطلهم الداحض أنْصر منا لحقنا الناهض وَكتب المستخدمون بالاسكندرية وَصَاحب قسطنطينية والثغور المغربية ينذرون بِأَن الْعَدو قد أجمع أمرا وحاول نكرا وغضبوا زادهم الله غَضبا وأوقدوا نَارا للحرب جعلهَا الله عَلَيْهِم حطبا وسلوا سيوفا للبغي لَا يبعد ان يَكُونُوا أغمادها وتواعدت جموع ضلالتهم أخلف الله ميعادها

<<  <  ج: ص:  >  >>