مجربا للحرب ممارسا فتقطر بِهِ فرسه فلجأ إِلَى صَخْرَة فقاتل بالنشاب حَتَّى فني ثمَّ بِالسَّيْفِ حَتَّى قتل جمَاعَة ثمَّ تكاثروا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ
وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى ركب السُّلْطَان يشرف على الْقَوْم على عَادَته فتبع الْعَسْكَر خلق عَظِيم من الرجالة والغزاة والسوقة وحرص رَحمَه الله فِي ردهم فَلم يَفْعَلُوا وَخَافَ عَلَيْهِم فَإِن الْمَكَان كَانَ حرجا لَيْسَ للراجل فِيهِ ملْجأ ثمَّ هجم الرجالة إِلَى الجسر وناوشوا الْعَدو وَعبر مِنْهُم جمَاعَة إِلَيْهِم وَجرى بَينهم قتال شَدِيد وإجتمع لَهُم من الفرنج خلق عَظِيم وهم لَا يَشْعُرُونَ وكشفوهم بِحَيْثُ علمُوا أَن لَيْسَ وَرَاءَهُمْ كمين فحملوا عَلَيْهِم حَملَة وَاحِدَة على غرَّة من السُّلْطَان فانه كَانَ بَعيدا عَنْهُم وَلم يكن مَعَه عَسْكَر فَإِنَّهُ لم يخرج لِلْقِتَالِ وَإِنَّمَا ركب مستشرفا عَلَيْهِم على الْعَادة فِي كل يَوْم
وَلما بَان لَهُ الْوَقْعَة وَظهر لَهُ غبارها بعث إِلَيْهِم من كَانَ مَعَه ليردوهم فوجدوا الْأَمر قد فرط والفرنج قد تكاثروا حَتَّى خَافت مِنْهُم السّريَّة الَّتِي بعثها السُّلْطَان وظفروا بالرجالة ظفرا عَظِيما وأسروا جمَاعَة وعد من قتل من الرجالة فِي ذَلِك الْيَوْم فَكَانَ عدد الشُّهَدَاء مئة وَثَمَانِينَ نَفرا وَقتل أَيْضا من الفرنج عدَّة عَظِيمَة وغرق أَيْضا مِنْهُم عدَّة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute