للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَفِي قلبه من رجالة الْمُسلمين وَمَا جرى عَلَيْهِم أَمر عَظِيم فَرَأى أَن يُقرر قَاعِدَة كمين يرتبه لَهُم وبلغه أَنهم يخرج وَرَاءَهُمْ أَيْضا خيل يحفظهم فَعمل كمينا يصلح للقاء الْجَمِيع ثمَّ أنفذ إِلَى عَسْكَر تبنين أَن يخرجُوا فِي نفر يسير غائرين على تِلْكَ الرجالة وَأَن خيل الْعَدو إِذا تبعتهم ينهزمزن إِلَى جِهَة عينهَا لَهُم وَأَن يكون ذَلِك صَبِيحَة الِاثْنَيْنِ ثامن جُمَادَى الْآخِرَة وَأرْسل إِلَى عَسْكَر عكا أَن يسير حَتَّى يكون وَرَاء عَسْكَر الْعَدو حَتَّى إِن تحركوا فِي نصْرَة أَصْحَابهم قصدُوا خيمهم

وَركب هُوَ وجحفله إِلَى الْجِهَة الَّتِي عينهَا لهزيمة عَسَاكِر تبنين حَتَّى قطع تبنين ورتب الْعَسْكَر ثَمَانِيَة أطلاب واستخرج من كل طلب عشْرين فَارِسًا وَأمرهمْ أَن يتراءوا حَتَّى يظهروا إِلَيْهِم ويناوشوهم وينهزموا بَين أَيْديهم حَتَّى يصلوا إِلَى الكمين فَفَعَلُوا ذَلِك وَظهر لَهُم من الفرنج مُعظم عَسْكَرهمْ يقدمهم الْملك لَعنه الله وَجرى بَينهم وَبَين هَذِه السّريَّة الْيَسِيرَة قتال شَدِيد والتزمت السّريَّة الْقِتَال وأنفوا من الانهزام بَين أَيْديهم وحملتهم الحمية على مُخَالفَة السُّلْطَان

واتصل الْخَبَر بالسلطان فِي أَوَاخِر الْأَمر وَقد هجم اللَّيْل فَبعث بعوثا كَثِيرَة فَعَاد الفرنج ناكصين على أَعْقَابهم وَقتل من

<<  <  ج: ص:  >  >>