للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفرنج عشرَة أنفس وَمن الْمُسلمين سِتَّة اثْنَان من التّرْك وَأَرْبَعَة من الْعَرَب مِنْهُم الْأَمِير زامل وَكَانَ شَابًّا تَاما حسن الشَّبَاب يتَقَدَّم عشيرته وَكَانَ سَبَب قَتله أَنه تقطرت بِهِ فرسه فَفَدَاهُ أبن عَمه بفرسه فتقطرت بِهِ أَيْضا وَأسر هُوَ وَثَلَاثَة من أَهله فَلَمَّا بصر الفرنج بمدد الْعَسْكَر قتلوهم خشيَة الاستنقاذ وجرح خلق كثير من الطَّائِفَتَيْنِ وخيل كَثِيرَة

قَالَ وَمن نَوَادِر هَذِه الْوَقْعَة أَن مَمْلُوكا من مماليك السُّلْطَان يُقَال لَهُ أيبك أثخن بالجراح حَتَّى وَقع بَين الْقَتْلَى وجراحاته تثعب دَمًا وَبَات ليله أجمع على تِلْكَ الْحَال إِلَى صَبِيحَة يَوْم الثُّلَاثَاء فتفقده أَصْحَابه فَلم يجدوه فعرفوا السُّلْطَان فَقده وأنفذ من يكْشف عَن حَاله فوجدوه بَين الْقَتْلَى فَحَمَلُوهُ إِلَى المخيم وَعَافَاهُ الله وَعَاد السُّلْطَان إِلَى المخيم يَوْم الْأَرْبَعَاء عَاشر الشَّهْر فَرحا مَسْرُورا

وَقَالَ الْعِمَاد أجتمع من كَانَ سلم من الفرنج وَنَجَا على ملكهم الَّذِي خلص من الْأسر وَقَالُوا نَحن فِي جمع جم خَارج عَن الْحصْر وَقد تواصلت إِلَيْنَا أَمْدَاد الْبَحْر فثر بِنَا للثار وأعرنا من هَذَا الْعَار وَجَاء من كَانَ بطرابلس وخيموا على صور وَاتَّفَقُوا على أَنهم يقصدون بَلَدا إسلاميا من السَّاحِل ويقيمون عَلَيْهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>