حَظّ نُرِيد أَن يصطرع صبيان صبي منا وَصبي مِنْكُم فَأخْرج صبيان من الْبَلَد إِلَى صبين من الفرنج فَوَثَبَ أحد الصَّبِيَّيْنِ الْمُسلمين على أحد الصَّبِيَّيْنِ الْكَافرين فَاحْتَضَنَهُ وَضرب بِهِ الأَرْض وَأَخذه أَسِيرًا فَاشْتَرَاهُ بعض الفرنج بدينارين وَقَالُوا هُوَ أسيرك حَقًا فَأخذ الدينارين وَأطْلقهُ
قَالَ وَوصل مركب فِيهِ خيل فهرب مِنْهَا فرس وَوَقع فِي الْبَحْر وَمَا زَالَ يسبح وهم حوله يردونه حَتَّى دخل ميناء عكا وَأَخذه الْمُسلمُونَ
قلت وَذكر الْعِمَاد كل هَذِه الوقائع والنوادر فِي كِتَابه بألفاظه المسجوعة
وَقَالَ وَكَانَ من رَأْي السُّلْطَان أَن يسايرهم فِي الطَّرِيق ويواقعهم عِنْد الْمضيق ويقطعهم عَن الْوُصُول ويدفعهم عَن النُّزُول فانهم إِذا نزلُوا صَعب نزالهم وأتعب قِتَالهمْ وَقَالُوا - يَعْنِي أمراءه - بل نمضي على أسهل الطّرق فَسَار الثّقل من اللَّيْل على طَرِيق الملاحة وسرنا على جب يُوسُف إِلَى الْمنية وَجِئْنَا عصر يَوْم الثُّلَاثَاء وَالسُّلْطَان نَازل بِأَرْض كفركنا وَنزل يَوْم الْأَرْبَعَاء على جبل الخروبة وَنزل الفرنج على عكا من الْبَحْر إِلَى الْبَحْر محيطين بهَا للحصر وَضرب الْملك الْعَتِيق خيمة على تل المصلبة وربطت مراكبهم بشاطئ الْبَحْر فَكَانَت كالآجام المؤتشبة
ثمَّ عبأ السُّلْطَان جَيْشه وَنزل بمرج عكا على تل كيسَان
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute