التدمير وَإِنَّمَا هُوَ كل من وَرَاء الْبَحْر وَجَمِيع من فِي دَار الْكفْر فَإِنَّهُ لم يبْق لَهُم مَدِينَة وَلَا بَلْدَة وَلَا جَزِيرَة وَلَا خطة صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة إِلَّا جهزت مراكبها وأنهضت كتائبها وتحرك ساكنها وبرز كامنها وثار ثائرها وَسَار سائرها وطار طائرها ونفضت خزائنها وانفضت معادنها وحملت ذخائرها وبذلت أخايرها ونثلت كنائن كنائسها واستخرجت دفائن نفائسها وَخرج يصلبانهم أساقفها وبطاركها وغصت بالأفواج فجاجها ومسالكها وتصلبت للصليب السليب وتعصبت للمصاب الْمُصِيب وَنَادَوْا فِي نواديهم بِأَن الْبلَاء دهم بِلَادهمْ وَأَن إخْوَانهمْ بالقدس أبارهم الْإِسْلَام وأبادهم وَأَنه من خرج من بَيته مُهَاجرا لِحَرْب الْإِسْلَام وهبت لَهُ ذنُوبه وَذَهَبت عَنهُ عيوبه وَمن عجز عَن السّفر سفر بعدته وثروته من قدر فجاؤوا لابسين للحديد بعد أَن كَانُوا لابسين للحداد وتواصلت مِنْهُم الأمداد
قَالَ ووصلت فِي مركب ثَلَاث مئة امْرَأَة فرنجية مستحسنة اجْتَمعْنَ من الجزائر وانتدبن للجرائر واغتربن لاسعاف الغرباء وقصدن بخروجهن تسبيل أَنْفسهنَّ للأشقياء وأنهن لَا يمتنعن من العزبان ورأين أَنَّهُنَّ لَا يتقربن بِأَفْضَل من هَذَا القربان وزعمن أَن هَذِه قربَة مَا فَوْقهَا قربَة لَا سِيمَا فِيمَن اجْتمعت فِيهِ عزبة وغربة
قَالَ وأبق من عسكرنا من المماليك الأغبياء والمدابير الجهلاء
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute