للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُوجب التَّغَيُّر والأمراء والمقدمون الَّذين كَانُوا مَعَه أَولا هم الَّذين بقوا أخيراً من سلم مِنْهُم من الْمَوْت فَلهَذَا كَانُوا ينصحونه ويبذلون نُفُوسهم لَهُ

وَكَانَ الْإِنْسَان إِذا قدم عسكره لم يكن غَرِيبا إِن كَانَ جنديا اشْتَمَل عَلَيْهِ الأجناد وأضافوه وَإِن كَانَ صَاحب ديوَان قصد أهل الدِّيوَان وَإِن كَانَ عَالما قصد الْقُضَاة بني الشهرزوري فُيحسنون إِلَيْهِ ويؤنسون غربته فَيَعُود كَأَنَّهُ آهل وَسبب ذَلِك جَمِيعه أَنه كَانَ يخْطب الرِّجَال ذَوي الهمم الْعلية والآراء الصائبة والأنفس الأبية ويوسع عَلَيْهِم فِي الأرزاق فيسهل عَلَيْهِم فعل الْجَمِيل واصطناع الْمَعْرُوف

قلت وَمَا أحسن مَا وَصفه بِهِ أَحْمد بن مُنِير من قَوْله فِي قصيدة

(فِي ذرا ملك هُوَ الدَّهْر ... عَطاء واستلابا)

(من لَهُ كف تبذ الْغَيْث ... سَحا وانسكابا)

(فاتح فِي كل وَجه ... أمه للنصر بَابا)

(ترجف الدُّنْيَا إِذا حرك ... للسير الركابا)

(وتخر المشمخرات ... اختلالا واضطرابا)

(وَترى الْأَعْدَاء من هيبته ... تأوي الشعابا)

(وَإِذا مَا لفحتهم ... ناره صَارُوا كبابا)

(يَا عماد الدّين لَا زلت ... على الدّين سحابا)

(جاعلا من دونه سَيْفك ... إِن ريع حِجَابا)

<<  <  ج: ص:  >  >>