وَلَو ذِرَاعا على حسب التَّيْسِير فِي تيسيرها وسقوها بالخل وَالْخمر وكشفوا من جوانبها الثَّلَاثَة سور الْبَلَد وشرعوا فِي طم الخَنْدَق
وَجَاء عوام من عكا فَأخْبر السُّلْطَان فَركب بالعسكر ولازمهم من الْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة يقاتلهم صباحا وَمَسَاء ليشغلهم فافترقوا قسمَيْنِ فريق لِلْقِتَالِ وفريق آخر مَعَ الأبراج فأشفى الْبَلَد وَبَقِي لَهُ رَمق ضَعِيف ورميت الأبراج بِكُل قَارُورَة نفط فَمَا أثرت
وَلم نشعر يَوْم السبت الثَّامِن وَالْعِشْرين من ربيع الأول بالأبراج إِلَّا وَقد اشتعلت والتهبت وَوَقعت وَكَانَت آيَة من قدرَة الله تَعَالَى ظَهرت وَذَلِكَ أَنه كَانَ بعكا شَاب من أهل دمشق يعرف بعلي ابْن عريف النحاسين وَكَانَ أبدا بِجمع آلَات الزراقين مُولَعا ولتحصيل عقاقيرها متتبعا وكل من عرفه عذله وينكر عمله وَكَانَ قد ألف مِنْهَا مقادير وقدورا وملأ بغيظ من أهل تِلْكَ الصِّنَاعَة صدورا وَلم يكن النفط من صناعته وَلَكِن الله وَفقه لسعادته