وَفِي تَاسِع جُمَادَى الأولى وصل ابْن صَاحب الْموصل وَهُوَ عَلَاء الدّين خرم شاه بن عز الدّين مَسْعُود بن مودود بن زنكي نَائِبا عَن أَبِيه ففرح السُّلْطَان بِهِ فَرحا شَدِيدا وتلقاه عَن بعيد هُوَ وَأَهله وَاسْتحْسن أدبه واستنجبه وأنزله عِنْده فِي الْخَيْمَة وكارمه مكارمة عَظِيمَة وَقدم لَهُ تحفا حَسَنَة وَأمر بِضَرْب خيمته بَين ولديه الْأَفْضَل وَالظَّاهِر
وَفِي أَوَاخِر الشَّهْر وصل صَاحب إربل زين الدّين يُوسُف بن زين الدّين عَليّ فَأكْرمه السُّلْطَان وأنزله عِنْد أَخِيه مظفر الدّين يَعْنِي فِي الميسرة
وَذكر الْعِمَاد قدوم هَؤُلَاءِ الْمُلُوك بِمَعْنى مَا تقدم قَالَ وَكَانَ الفرنج مذ نزلُوا على عكا صمموا على الْإِقَامَة والحصر فشرعوا فِي بِنَاء الأبراج الْعِظَام الْعَالِيَة ونقلوا فِي الْبَحْر آلاتها وأخشابها الجافية وأقطاع الْحَدِيد وبنوا ثَلَاثَة أبراج عالية فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع من أقطار الْبَلَد فتعبوا فِيهَا سَبْعَة أشهر فَلم يفرغوا مِنْهَا إِلَّا فِي ربيع الأول فعلت كَأَنَّهَا ثَلَاثَة أطواد قد ملئت طبقاتها بِعَدَد وأعداد وكل برج لَا بُد لَهُ فِي أَرْكَانه من أَربع أسطوانات عاليات غِلَاظ جافيات طول كل وَاحِدَة خَمْسُونَ ذِرَاعا ليشرف على ارْتِفَاع سور الْبَلَد وبسطوها على دوائر الْعجل ثمَّ كسوها بعد الْحَدِيد والوثوق الشَّديد بجلود الْبَقر والسلوخ وكل يَوْم يقربونها
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute